''هو أسطورة القرن العشرين التي غيرت وجه العالم، هو الصوت الصداح الذي انبعث من عمق إفريقيا ليسمع به العالم، رجل كرس حياته وقلمه لخدمة الإنسانية جمعاء، عاش مناضلا ومكافحا ومات بطلا مغوارا''. هذا ما أكده المثقفون الأفارقة الذين استطلعت آراؤهم الحوار على هامش الملتقى الدولي ''فرانز فانون'' حول مدى تأثر الفكر العالمي بأفكار المنظر فرانز فانون الذي كان يؤمن بان ما ''أخذ بالقوة لن يستعاد الا بالقوة''. صلكا صانو (بوركينافاسو) أعرب صلكا صانو أستاذ في الأدب الإفريقي بجامعة وقادوقو بعاصمة بوركينافاسو عن امتنانه للحكومة الجزائرية التي كان لها الفضل في إثارة هكذا ملتقيات لتذكير الأجيال خاصة الإفريقية بزعيمهم الثائر الذي يرجع له الفضل في استقلال أراضيهم من الحكم الاستعماري ''فرانز فانون - يضيف صالكا -كان زعيما إفريقيا له فلسفته الخاصة في محاربة العبودية. وعليه لا يمكن دراسة الأدب الإفريقي دون التطرق إلى فكر فانون ودون الولوج إلى عقله الراجح في تنظيم الأمور''، ويضيف محدثنا ''هذه الشخصية الفذة درست الفكر الاستعماري بطريقة بسيكولوجية، حيث وصل إلى توضيح ماهية فكر الإنسان الإفريقي تجاه الاستعمار وكذا معرفة نظرة المستعمر اتجاه الشعوب'' محمد الأخضر معقال (جامعة الجزائر) في هذا الصدد أوضح الدكتور محمد الأخضر معقال أستاذ بجامعة الجزائر أن فرانز فانون زعيم العالم برمته، كونه يحمل فكرا وفلسفة عميقة وشاملة'' لقد وقف فرانز فانون - يقول معقال - جسدا وروحا ضد الشعوب المغلوبة، ونظرا لأهمية هذه الشخصية التي ساهمت بشكل كبير في تحرير إفريقيا من براثن الاستعمار، فقد قمت بدراسة مقارنة في نموذج تكوين النخب في الجزائر ومصر حسب منظور فرانز فانون وجاك بارك، عمدت خلال هذه المداخلة على دراسة نموذجين المصري والجزائري، وفيه تقارب نوعا ما في تكوين النخب في كلتا البلدين'' ويعود معقال ليؤكد أن شخصية فانون أسطورية وحده استطاع أن يبتكر فكرا فلسفيا قائما بذاته استطاع من خلاله أن يغير الفكر العالمي خاصة ما تعلق بحقوق الإنسان. جون بيار ميسيي (كونغو برازافيل) قال جون بيار ميسيي أستاذ في علم الاجتماع لجمهورية كونغو برازافيل ''كنت ضمن المشاركين في الملتقى الإفريقي الذي تمحور حول موضوع الأنتبولوجيا الذي تجري فعالياته هناك بالمكتبة الجزائرية، ونظرا لأهمية هذا الملتقى الدولي حول '' فرانز فانون'' ارتأيت أن أحضره لتوسيع معرفتي أكثر بهذا الرجل الذي انتفضت فرائسه بمجرد أن رأى معاملة الاستعمار الفرنسي للمرضى الجزائريين أثناء ممارسة مهنته كطبيب في الأعصاب، فرانز فانون من مشاهير إفريقيا يحمل فكرا مناهضا للفكر العبودي والقهر الإنساني، هذا ما التمسه ميسي خلال قراءته لكتب فانون قائلا ''لقد حافظ على ثقافتنا كأفارقة.. شخصيا تأثرت كثيرا بكتابات فانون خاصة كتابه المعنون ''معذبوا الأرض''. أنري باث (كوت ديفوار) وعلى صعيد مماثل قال أنري باث من جمهورية كوت ديفوار فرانز فانون هو ثائر فوق العادة هذا الرجل الذي كان يقول: ''لوني لون الإنسانية وديني ودين الأخوة'' لهذه الشخصية نظرة إفريقية كاملة كان يحلم بإنشاء وحدة إفريقية تضم كل دول القارة لقد حذر من الوقوع فيما أسماه بالاستعمار الجديد، كان يكافح ضد الاستلاب الثقافي والفكري والإنساني، هذا الرجل كان له نظرة ثاقبة مكنته من احتواء مشاكل القارة وكان له مشروع استراتيجي مهم يعود بالفائدة على دول السمراء، كان معاديا للفكر الكلونيالي وينادي بحقوق الإنسان، نظرته للاستعمار عمودية وليست أفقية.