تحتل النباتات باختلاف أنواعها مكانة كبيرة لدى الناس، وربما يرجع هذا للأحاسيس التي تعبِّر عنه والارتياح الكبير الذي تبعثه في نفوسهم، ويبدو أن الأزهار باختلافها تحظى بقدر أكبر من الاهتمام، ويظهر هذا من خلال إقحامها في كل المناسبات• وتأتي الأفراح والأعراس في مقدمة المناسبات التي تحضر فيها الأزهار بشكل ملحوظ، بداية من الباقات التي تحمل إلى العروسين وتزيَّن بها الأماكن المخصصة لها في القاعة والمكان الذي يُحيا فيه العرس، لتكون كذلك أولوية في الموكب الذي يُقلُّ العروسين بالنسبة للعروس عندما تخرج من بيت أهلها• غير أن هذا الاهتمام الكبير الذي يوليه الطارفيون بالأزهار أضحى يكلفهم عادة مبالغَ كبيرة غالبا ما تكون خيالية، خاصة عندما يتعلق الأمر بتزيين موكب العرس، حيث يكلف أبسط تزيين ما يقارب 6000 دينار في حين يصل في كثير من الأحيان إلى 10 آلاف دينار، وقد يتعداه إذا تفنن بائع الأزهار في صنع الديكور• ويكون هذا وفق طلب صاحب العرس فإذا اشترط تزيينا بسيطا يكون له ذلك، وإذا أراد تزيينا خارقا عن العادة فما يكون أمامه إلا دفع ثمن رغبته• وعن هذه ''التقاليد'' الجديدة، يقول أحد بائعي الزهور إن فصل الصيف يعدُّ أكثر المواسم عملاً، حيث تكثر الأعراس ويزداد الطلب على الزهور ليصل الأمر إلى حدِّ أخذ موعد مسبق كي لا يتأخر إنجاز ''الديكور''، وتحدد الأسعار وفق نوع الديكور الذي يريده صاحب العرس خاصة إذا اشترط استعمال أزهار طبيعية حية• وفي هذه الحالة يتطلب من صاحب المحل زيادة الطلب على كمية الزهور التي يشتريها من صاحب المشتلة التي يتوزع معظمها في منطقة سيدي قاسي وبحيرة الطيور، حيث تنتشر حرفة زراعة الأزهار وبيعها لمختلف محلات بيع الورود• ورغم تراجع إنتاج القطاع الزراعي والأراضي الصالحة بفعل عدة أسباب منها الجفاف ونقص الخبرة في هذا الميدان، إلا أن ولاية الطارف تشتهر بهذه النباتات التزيينية المختلفة، حيث يعمل جل بائعي الأزهار على جلبها من مختلف الولايات المجاورة• وفي نفس الوقت خلق تراجع زراعة الأزهار والنباتات التزيينية ما يعرف بقلة العرض وكثرة الطلب، هذا ما ساعد على ارتفاع أسعار هذه المواد الأساسية عند بائعي الأزهار• من جهة أخرى، يحدد سعر الأزهار بالجملة بسبب عدة عوامل كالحرارة والأسمدة والمياه وغيرها، ويصل سعر الزهور في سوق الجملة إلى 20 دينارا للزهرة الواحدة بينما تكون الأنواع الأخرى كالقرنفل أقل ثمنا، حيث تصل تكلفته ما بين 7 و10 دنانير•