تعود تسمية باب البحر إلى كونه قريبا من الواجهة البحرية للمدينة القديمة لتنس، ومنها اشتق اسمه الدال على وظيفته في أن يكون بوابة لهذه المدينة التي تعاقبت عليها أجيال وأجيال• ويتعرض هذا المعلم التاريخي الهام بالمدينة إلى الإهمال وعدم الحماية من أي جهة كانت، رغم أنه مصنف ضمن المعالم الأثرية الوطنية منذ عام2005 إلا أن وضعيته الحالية وما يشهده من تخريب، سواء من العوامل الطبيعية أو يد الإنسان التي عاثت في هذا المعلم التاريخي فسادا، ولا أدل على ذلك آثار التخريب التي مست أحد جوانب الباب• كما يلاحظ الزائر لمدينة تنس القديمة، دون عناء، الوضعية التي آل إليها هذا المعلم التاريخي من إهمال واضح، حيث صارت ترمى القاذورات والنفايات بالقرب منه دون أدنى اعتبار لما تمثله هذه الشواهد التاريخية من قيمة تاريخية وحضارية كبيرة للمدينة وللولاية• وحسب مصادرنا، فإن هذا المعلم التاريخي شهد عمليات ترميم وإعادة الاعتبار للأجزاء المخربة منه خلال الحقبة الاستعمارية وكذا بعد الاستقلال، إلا أن هذه العمليات لم تجد نفعا لاستعمال مواد بناء غير مطابقة لتلك الأصلية المبني بها هذا المعلم التاريخي رغم أنها كانت في معظمها محلية المنشأ، إلا أن عدم تطابق هذه المواد مع تلك الموجودة به لم تستطع أن تخفي عيوب هذا الترميم، أو أن تعيد إليه طبيعته التاريخية الأصلية كما كان• كما أن هذا المعلم التاريخي يخلو من أي زخرفة جمالية أو أي ديكور، وهذا حسب المهتمين بعالم الآثار، يعود لطبيعة هذا الباب التي كانت عسكرية في المقام الأول، الأمر الذي لم يترك مجالا لأي إبداع فني أو تصميم زخرفي باستثناء الواجهة الشمالية للبوابة بنسبة قليلة جدا• ويعود أسباب إهمال هذه المعالم الأثرية التي تزخر بها الولاية، وخاصة بمدينة تنس القديمة، إلى عدم وجود جمعيات تهتم بهذا الجانب، فضلا عن غياب مختصين في ميدان الآثار والمعالم التاريخية رغم إنشاء متحف جهوي بالولاية لإحصاء هذه المعالم، لتجميع المنقول منها وحمايتها، إلا أن غياب المختصين قد يجعل مهمة هذا المتحف دون جدوى•