اعتصم مساء أول أمس في حدود الساعة السابعة مساء العشرات من المواطنين ببلدية تادمايت في تيزي وزو أمام مقر البلدية، ما كاد يدخل المدينة في انزلاقات خطيرة، لا سيما بعد إقدام السكان على كسر كل ما بداخلها من أغراض وزجاج النوافذ، إلى جانب حملهم لقضبان حديدية، كما أغلقوا الطريق الوطني رقم 12 أمام حركة المرور لأزيد من ساعتين وأحرقوا العجلات المطاطية، ما ألزم تدخل قوات مكافحة الشغب باستعمال قنابل مسيلة للدموع• وجاءت تصرفات هؤلاء المواطنين على خلفية إقدام عونين من الحرس البلدي على إضرام النيران في مساحة غابية بسيدي علي بوناب، تضم عشرات الهكتارات من الأشجار المثمرة بما فيها أشجار الزيتون التي تعتبر مصدر رزق الأهالي بالمنطقة• وأمام هذه الوضعية التي أثارت غضب السكان أقدم عدد منهم على توقيف المتورطين في هذه العملية بعد رحلة بحث دامت يومين كاملين أسفرت عن إلقاء القبض على المتورطين فيها، وهما عونين من الحرس البلدي يعملان بوحدة إشاقلن بذات البلدية، وأشبعوهم ضربا طيلة الليل باستعمال قضبان خشبية وحديدية، ما تطلب إدخالهم إلى قسم الاستعجالات بمستشفى محمد النذير بتيزي وزو، بعد أن أصيب أحدهم بجروح بليغة على مستوى الرأس، في حين خضع الثاني إلى التحقيق من مصالح الدرك التي لولا تدخلها الفوري بمعية عناصر الجيش الوطني دقائق بعد نشوب الاحتجاجات، لتم قتل هؤلاء على أيدي المواطنين• وسارعت مصالح الدرك إلى فتح تحقيق معمق بخصوص هذه الحادثة التي أدخلت مدينة تادمايت في أعمال عنف كادت أن تحدث فتنة بين السكان الذين قاموا بدورهم بإيداع شكوى لدى المصالح المختصة ضد عوني الحرس البلدي• جدير بالذكر أن عودة الأوضاع إلى حالها ببلدية تادمايت لم يتم إلا في حدود الساعة الثانية صباحا من يوم أمس، إلا أن مشهد الغيظ والترقب ظل قائما إلى غاية مساء أمس، خوفا من اندلاع أحداث أخرى•