دخل اليوم العديد من سكان قرى بلدية تادمايت، الواقعة على بعد 20 كلم عن مدينة تيزي وزو في حداد بعد العملية الإجرامية التي شهدتها المنطقة مساء أول أمس عقب اكتشاف 4 جثث لمدنيين تمت تصفيتهم بالرصاص بقرية إشقالن المطلة على سفوح مرتفعات سيدي علي بوناب من طرف عناصر مسلحة عندما كانوا على متن سيارة خاصة• الحادثة أعادت إلى أذهان السكان ما عاشته منطقة القبائل سنة 2001 من خلال الاحتجاجات والتظاهرات العارمة التي شهدتها شوارع الولاية، منددين بسياسة التهميش والإقصاء وحالة اللاأمن التي تعرفها المنطقة• وكانت، أمس، تادمايت مدينة للأشباح بسبب الاضراب العام للتجار الذين تضامنوا مع عائلات الضحايا ما شل مختلف النشاطات التجارية فيها، في حين طالب السكان بضرورة التحري الدقيق والمعمق لكشف المتورطين في عملية الاغتيال• وكان عقلاء لجان القرى قد تدخلوا أمس لتهدئة الأوضاع وتفادي انزلاقات أخرى قد تحدث بين لحظة وأخرى بين السكان ومصالح الأمن المشتركة وهو الأمر الذي استدعى التعجيل في تنقل الأمين العام للولاية، السيد عباس كمال، إلى عين المكان لتهدئة الأوضاع• في الوقت الذي هدد سكان مختلف المناطق بتادمايت بالعودة إلى الحركات الاحتجاجية بعد مراسم دفن الضحايا الذين قالت مصادرنا إنه تم إخراجهم من مصلحة حفظ الجثث بمستشفى محمد النذير أمس• وكان الأمر قد بدأ باشتباكات عنيفة وقعت ليلة أول أمس بين المتظاهرين والقوات المشتركة بعد أن اقتحموا مقر أمن تادمايت بالحجارة إلى جانب قطعهم للطريق الوطني رقم 12 في شطره المؤدي إلى الجزائر العاصمة، ما منع العديد من المسافرين من الالتحاق بعائلاتهم في الوقت المحدد، بل تم إرجاع الكثير منهم من حيث أتوا• وتعرف تادمايت إلى غاية مساء أمس هدوء حذرا، ما استدعى نشر عدد إضافي من قوات الأمن على بعض المنافذ الحساسة والأماكن الرئيسية•