تبدأ الخطوات الأولى لتحضير العرس بتوجه أهل العريس إلى عائلة العروسة لطلب يدها وبدون مشاورة العريسين المعنيين في أكثر الأحيان، لأن الزواج عند البشاريين يعتبر وثاقا مقدسا، حيث يقوم ذلك قبل 15 يوما من موعد الزفاف وذلك تمكن أهل العروسة من التأهب والإستعداد للعرس• وحسب السيدة صليحة دوري فالعروسة البشارية عادة ما ترتبط أيامها الأولى بتحضير ''الصقلة'' وهو خليط مكون من عنصر الزعفران واستعماله كقناع تبييض الوجه لكي يزداد إشراقا وجمالا، إضافة لإضفاء اللون الأصفر على شعر العروس ليميزها عن بقية أترابها العازبات اللواتي يصطحبها بواسطة الشموع والزغاريد والمدائح الدينية لتصل إلى الحمام• والغريب في العرس البشاري أن الأميرة أو العروس تخلع كل الألبسة القديمة التي تربطها ببيت أبيها لتتزين بكل ما هو جديد وذلك لتطليق العزوبية، حيث ترتدي لباسا ورديا مرفوقا بالحايك المرمى ذي اللون الأصفر التي تشرف عليها وزيرتها، وهي إحدى قريباتها تخدمها طيلة أسبوع كامل• وعند الظهيرة يحضر أهل العريس الدفوع، أهم محطة في الأعراس المحلية، حيث تغطي صبغة من الذهب ويصب العريس وأهله كل ما في الجيب لإرضاء أهل العروس، بالإضافة إلى الأضحية وهي عبارة عن كبش سمين يتباهى به البشاريون في الأعراس مرفوقا بالخضروات لإعداد الحريرة والنحر في اليوم الموالي الخرفان والإبل وحتى الماعز، ويقدم الطعام للمدعوين والزائرين• وما يثير الدهشة هو العدد الكبير للضيوف الذي يترواح ما بين 500 إلى 700 شخص يوميا طيلة ثلاثة أيام، كما يرتب أهل العرس حلفلات ديجي إلى جانب رقصات تقليدية مستوحاة من المطنقة مثل الحيدوس والهوبي• وفي اليوم الموالي تكون الحنة الكبيرة عند أهل العروسة، حيث ترتدي الألبسة الممزوجة بين كل ما هو عصري وتقليدي، بالإضافة إلى العباءة البشارية حيث يغطى وجه الأميرة بوشاح عادة ما يكون أحمر لإبعاد العين، ثم تمزج الحنة مع ماء الزهر من طرف امرأة مختصة في وضعها، وهذه الحنة قد تكلف أزيد من 3000 دج• وبعد 15 يوما من التحضير يأتي يوم الحلي والملابس والعطور والبخور والبرنوس في آخر منتصف الليل• وفي صباح الغد تحضر أم العروس المسفوف المرشق بلحم الضأن والقرفة والسكر وبنادق البيض لتوزيعه على الحضور الذين يتابعون عملية ''التبراز'' لإبراز محاسنه، إضافة إلى مئات الفساتين ثم تحزم العروس التي تحجب مع زوجها 7 أيام• ومن أهم العادات المتفق عليها محليا مكوث العروس لفترة في بيت أهلها بعد الزفاف، والسبب في ذلك حسب بعض أعيان المنطقة يرجع إلى إعطاء الفرصة للعروس خلال هذه المدة للتعلم أمور البيت• والشرط الأساسي لدى هذه الأخيرة أن تعود من بيت أهلها عند الغروب، وأن تدخل غرفتها قبل الخدر، والعريس الذي يحمل وسام الإمارة خلال أيام عرسه ويخدمه حراس ووزراء لمدة معينة، وتلك قصة أخرى من عادات وتقاليد سكان بشار الذين لازالوا يقدسون العلاقات الزوجية التي تتم وفق تقاليد مميزة عن باقي جهات الوطن•