وحسب رئيسة جمعية الحرفة والصناعات التقليدية لولاية البيض السيدة ''ويسي كريمة'' أن للعروس مكانة مرموقة، حيث تبدأ الخطوات الأولى في التحضير للعرس بتوجه أهل العريس إلى عائلة العروس لطلب يدها قبل أشهر من موعد الزفاف، حتى تتمكن العروس من تجهيز نفسها، خاصة إذا كان جهازها يتكون من ''المرفد'' وهي الأفرشة التي تنسج من الصوف ووبر الإبل، وتأتي بعدها مرحلة الدفع ويسمى بلغة أهل البيض ''الصداق''، حيث يتقدم خلالها أهل العريس بصندوق الحلي المتكون من ''المصيغات'' وكل الضروريات الخاصة بالعروس، ويعتبر ذلك من الطقوس الهامة للعرس• أما بالنسبة للخطبة ومايسمى ''بالواجب'' فقد يتشكل من عشرات الأفرشة، الأغطية، الأحذية والعطور إضافة إلى رؤوس الأغنام وصناديق الخضار، حينها تقوم النسوة بلبس أبهى ما لديهن ويتجملن بالمساحيق التقليدية كالحنة والكحل للذهاب إلى الوليمة التي تقام على شرف عائلة العروس، أما العرس فإنه يقام عادة يوم الثلاثاء، ويدوم أسبوعا كاملا، يقوم الرجال فيه بذبح الخرفان والماعز والإبل لإعداد مايسمى بالوليمة، وهي عبارة عن أكلة شعبية مشهورة تتكون من عدة عناصر منها السمن وصناديق البيض، لتُقدم ساخنة في أطباق الفخار إلى الحاضرين في العرس، وخلال مدة التحضير تبقى العروس مختفية عن الأنظار ولا يراها أحد ولا يعرف مكانها إلا من يقمن على زينتها• ومن المشاهد الجميلة في أعراس البيض هي إقامة مهرجانات وحفلات شعبية ''التبراز''، حيث تتزيّن العروس بأنواع من العطور، خاصة الطيب، مع إرتداء التصديرة المكوّنة من البدعية والعباءة والبخنقة وبلوزة الشرق• بالإضافة إلى لواحق أخرى مثل ''المحلفة البيضية'' المصحوبة بالسخاب والخلخال والمفرون، الذي يعني في اللّهجة المحلية ''الوشاح'' الذي تغطي به العروس وجهها لتتوجه فوق ''العطوش'' وهو الرحل الذي يوضع على الجمل، لترحّل إلى بيت زوجها على وقع الزغاريد وطلقات البارود لتمكث على الأقل 4 أشهر عند أهل زوجها، الذين يتكفّلون بالمصاريف اليومية، وبعده بمدة معينة تزور أهلها للاطمئنان عليهم•