وعلى ذات النسق يبدو أيضاً أن التاريخ الراهن بات ملائماً لتوجيه قدر كبير من الاهتمام للدراسات التاريخية السياسية - الاقتصادية لدراسة الصلات العالمية، وإجراء مقارنات مماثلة حول مصير الدول، بما تفترضه عودة ''الإمبراطورية الأمريكية - البريطانية بالاستعمار المباشر إلى العراق وأفغانستان وليبيريا ومنطقة البلقان''، وغير المباشر إلى عديد البلدان العربية على يد التحالف الطبقي السلطوي - البورجوازي الطفيلي والأنظمة الحاكمة، وبالتحالف مع ما تسميه واشنطن ''الإسلام السياسي المعتدل'' دولاً وأحزاباً، إحياءً لتجارب التعاون المشترك المحلي ضد قوى وتيارات الحداثة والدمقرطة والتقدم في كل بلد، الإقليمي، والدولي طيلة ستين عاماً من الحرب الباردة حتى جريمة - كارثة البرجين عام ,2001 أي الإدراك التام للطريقة التي تقع فيها الأحداث الكبرى في سياق هذا العالم، وجانب من ممارسات الإمبريالية الرأسمالية الغربية المعاصرة يظهر جلياً في بعض الأحداث الدولية، التي وقعت في الثمانينيات والتسعينيات ومطلع قرننا الجديد، حروب الخليج الأولى، الثانية، الثالثة وغزو العراق، وتدخل الولاياتالمتحدة العسكري في غرينادا وبنما والصومال وهاييتي والسلفادور ونيكاراغوا الساندينستية، وحرب الفوكلاند التاتشرية، حرب البلقان وتفكيك يوغسلافيا الاتحادية تحت شعار حرية البوسنة، الهرسك، كوسوفو، الاحتلال والحروب العدوانية التوسعية الإسرائيلية• وأياً كانت جوانب التعقيد المتعددة لهذه العمليات، فإن هذه التدخلات الإمبريالية الغربيةالجديدة يُنظر إليها من زاوية واحدة، هي: عدم التماثل في المستوى التكنولوجي الحربي التي تقف إحداها في وجه الأخرى• أما التدخلات ذاتها فهي تشبه تلك الحروب الاستعمارية الكلاسيكية في القرن التاسع عشر• ولدى البحث والتمحيص بالفكر، فإن الحالة تدخل في مرحلة ''تجديد الأيديولوجيا الاستعمارية''، كما تدخل العولمة الرأسمالية بعد انهيار النظام المالي الرأسمالي وخصوصاً في بلدان المركز في مرحلة أخرى جديدة من تدخل الدولة في الاقتصاد وفي دعوة أوروبا ''لإعادة تأسيس وتقنين الرأسمالية'' على حد تعبير الرئيس الفرنسي ساركوزي، وفي صالح مَنْ يجري تقديم ''المظلة الذهبية'' لإنقاذ ''العولمة الرأسمالية المتوحشة'' بضرائب الطبقات الشعبية في بلدان المركز الرأسمالي ومن استنزاف شعوب العالم الثالث وبينه البلدان العربية •••، ''إعادة تأسيس من جديد'' في صالح ''حيتان العولمة الرأسمالية المتوحشة'' وإفقار مليارات ملايين البشر في العالم الثالث وتراجع مصير الطبقات العاملة و الوسطى في بلدان المركز الرأسمالي (البلدان الصناعية الكبرى السبعة ).