تهجّم أمس ما يسمى ''تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي'' على حركة الإخوان المسلمين التي كانت تنشط في البلاد في السابق، وحركة ''حمس'' حاليا، ومؤسسها المرحوم محفوظ نحناح، واصفا ممارسات نشطائها ب''الكوارث التي تخدم العلمانيين والصليبيين، بعد أن عملوا فيما مضى على إيقاف المسار الديمقراطي في البلاد، وأن زعيمهم نحناح سجل موقفا مخزيا بتحامله على قيادات ''الفيس'' المحل، آنذاك• حمّل تنظيم دروكدال في ''بيان بخصوص أحداث جريمة رفح بفلسطين''، نشر أمس على المواقع التابعة للتنظيمات الإرهابية، حركة الإخوان العالمية مسؤولية ما حدث بين عناصر تنظيم ''جند الأنصار'' وحركة ''حماس'' الفلسطينية، واعتبرها من ''الحصاد المر لهذه الفئة، التي تحوي في أصولها انحرافا عقديا واضحا نتج عنه كوارث ومصائب عديدة''، مقدما التجربة الجزائرية شاهدا على ما أسماه تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ''كوارث الإخوان المسلمين، عندما رفضوا نتائج الانتخابات 1991 بغيا وحسدا''، وأنهم ''حركة لا تقبل الديمقراطية كما يظن البعض، بل تعمل على رفضها، والتاريخ سجل موقف زعيمهم محفوظ نحناح بعد أن أدار ظهره ل''الفيس'' المحل، وقال مقولته المشهورة في وصف الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة ''إنها قارورة انكسرت''، حسب البيان• وواصلت قيادة ما يسمى ''تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي'' مهاجمتها لحركة محفوظ نحناح، حين وصفت حركة مجتمع السلم ''حمس'' على أنها ''خنجر مسموم يطعن ظهر الأمة الإسلامية، ودعامة قائمة توالي اليهود والنصارى، وتحارب المجاهدين، وتخنق أنفاس الإسلام والمسلمين، وذلك للعام التاسع عشر''، حسب البيان• وحسب المراقبين فإن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يسارع إلى إصدار بياناته ويحاول الرد والتدخل في كل الأحداث، سعيا منه للبحث عن مخرج لأزمته التي يعيشها والفشل الذي أصابه، وذلك لإيصال صوته عبر المواقع الإلكترونية ومحاولة التصدي لليأس الذي يسكن عناصره الدموية، وأن تنظيم الجماعة السلفية يسعى لربط اتصالات مع عدة حركات وتنظيمات إرهابية خارجية لإعادة التموقع على الساحة العالمية بعد تدحرجه للوراء جراء ما تقوم به وحدات الجيش الوطني الشعبي ويسهر عليه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وخير دليل على ذلك رسالته الموجهة أمس الأول لمناسبة ذكرى يوم المجاهد، حين أكد على تمسكه بمواصلة مقارعة الإرهاب مع فتح أبواب العودة إلى المجتمع في إطار المصالحة الوطنية لمن أراد• ويقول متابعون للملف الأمني إن بيان أمس يكشف عن تواطؤ تنظيم الإرهابي دروكدال مع عواصم غربية، تحركه وقت ما شاءت لقضاء مصالح معينة، أو الضغط به على الدول التي ترفض الاستجابة أو تخالف الرغبات•