تشهد هذه الأيام الساحة الوطنية حركية كبيرة تنشطها الأطراف المتنازعة داخل الحركة الإخوانية في الجزائر، والمتمثلة في حركة الدعوة والتغيير، التي أحيت ذكرى وفاة المرحوم محفوظ نحناح، في مؤتمر حضرته أطراف خارجية، وغابت عنه شخصيات وطنية ثقيلة ورسمية، باستثناء حضور عائلة المرحوم، وتعتزم حركة مجتمع السلم إحياء الذكرى بطريقة تقسم ظهر المنشقين، حسب تعبير بعض الأطراف من داخل ''حمس'' خلال الأيام المقبلة• وتزامن هذا التسابق مع اقتراب موعد إحياء ذكرى وفاة أحد قادة ومنظري حركة الإخوان المسلمين في الجزائر، ومحاولة كل طرف التقرب لعائلة المرحوم من جهة، ومحاولة كسب مزيد من التأييد حول أحقية كل جهة في تمثيل هذه الكتلة الاخوانية داخل وخارج البلاد، وبشكل أخص مدى وحجم المشاركة في السلطة، والإبقاء عليها بعيدا عن الذوبان في مؤسسات الدولة التي تبقى السبب المباشر في الانشطار الذي حصل للإخوان، حسب المراقبين• وأبرز أول أمس أبو جرة سلطاني، في كلمته الافتتاحية لفعاليات الملتقى الولائي السادس لوفاة محفوظ نحناح بورقلة، التي انتقل إليها من باتنة، أهمية اختيار محور هذا الملتقى الذي حمل شعار ''الحركة الواعية وأولويات الإصلاح''، مشيرا إلى أن مؤسس الحركة الراحل محفوظ نحناح، رسم طيلة نضاله السياسي مجموعة من الأولويات تهدف في كلياتها العامة إلى بناء دولة جزائرية قوية محافظة على هويتها الحضارية، وأن الواقع الحالي يفرض على أبناء حركة ''حمس'' التعمق في الفكر السياسي الذي من شأنه أن يساعد الجميع على تحقيق الإصلاح السياسي المنشود مبني وفق معادلة ترتكز على الفهم الصحيح والشمولية، التوازن والواقعية، وهي من أدبيات الحركة يضيف أبو جرة• من جهة أخرى، وبمناسبة انعقاد ملتقى المرحوم بوسليماني بباتنة، دعا سلطاني الشباب إلى التشبث بوطنهم وأمتهم، والتصدي لكل ما يتربص بها من الداخل والخارج، والمساهمة بشكل قوي وعلى جميع المستويات في معركة البناء والتشييد للنهوض بالبلاد إلى ما يليق بسمعتها، لضمان مكان راق بين الأمم، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يعتبر فرصة للتفكير في المستقبل والتذكير بما يجب القيام به• وأوضح أبو جرة سلطاني أن الإنجازات المحققة على جميع الأصعدة، هي نتاج تضحيات الأمس يتوجب على الشباب المحافظة عليها من خلال المشاركة في صنع القرارات بالعلم والعمل، قائلا ''نبدأ بالفهم ثم العلم وبعدها العمل وأخيرا العدل''، وأن العلم والتواصل مفروض على امتنا لمسايرة العصر من خلال الوسائل المتاحة، وفي إطار ديننا وتعاليمه السمحاء والأخلاق الفاضلة التي يوصي بها، مشيدا بالخصال الحميدة التي كان يتمتع بها المرحومان، بوسليماني ونحناح في ذكرى وفاتهما ال15 و6 على التوالي، مسلطا الضوء على عطائهما نحو الجزائر وحركة مجتمع السلم والدين الإسلامي، وأن المشاركة السياسية في هذه اللقاءات تتمحور حول إلقاء نظرة تقييمية ورؤية استشرافية لهموم العالم الإسلامي، مع الإشارة إلى الحركة الواعية بين الالتزام الدعوي والانتماء التنظيمي داخل التنظيمات الإخوانية، ومنها ''حمس''•