أشارت مصادر مطلعة ل''الفجر'' إلى أن اتصالات دورية بين الجزائرومدريد تجري منذ مدة لتسوية آخر الملفات الخلافية بين الجانبين، وخاصة فيما يتعلق بمشروع ميدغاز الاستراتيجي بالنسبة لإسبانيا وقضية تسويق سوناطراك لحصة تطالب بها وتقدر ب3 مليار متر مكعب• بالمقابل، أبدت سوناطراك استعدادا للتنازل عن نسبة 10 بالمائة من حصتها المقدرة ب36 بالمائة لشركة إسبانية يمكن أن تكون أول المعنيين بالمشروع• وقد سبق لوزارة الطاقة والمناجم أن أبدت استعدادها في إطار مفاوضات شاملة على تقديم نسبة 10 بالمائة من حصص سوناطراك في مشروع ميدغاز لمجموع غاز ناتورال الاسبانية أكبر الشركات الاسبانية مع ربسول، وهي على عكس هذه الأخيرة تابعة للدولة كمؤشر لتجاوز الملفات الخلافية بين الجانبين الجزائري والاسباني• في نفس السياق، أشارت نفس المصادر إلى أن آخر وأهم ملف خلافي بين الجزائروإسبانيا يتعلق الأمر بقضية مركب قاسي طويل، والذي يخص ربسول وسوناطراك، هذه الأخيرة قررت فسخ العقد المبرم مع الشركات الإسبانية على رأسها ربسول لعدم احترام الالتزامات التعاقدية، وطالبت بتعويض مالي يقدر ب800 مليون دولار نتيجة الخسائر التي لحقت بها جراء تأخر المشروع الذي كان يفترض أن يسلم في ,2009 بينما طالبت غاز ناتورال وربسول بملياري دولار كتعويض عن قرار إلغاء سوناطراك للعقد عام 2007 رغم أن هذه القيمة مرتفعة جدا مقارنة بما أنفقته الشركتان على المشروع والمقدر بحوالي 400 مليون دولار• ومن المرتقب أن يسوى هذا الملف، الذي أدرج ضمن المنازعات في محكمة التحكيم الدولية بسويسرا بداية السنة المقبلة بعد أن كان مقررا نهاية جوان أو جويلية .2009 وقد شرع الطرفان في إيجاد مجالات توافقية على غرار السماح لسوناطراك بتسويق الغاز في إسبانيا عبر فرعها دون تقييد، بعد أن تم تقييد الكميات المسوقة لمليار متر مكعب فقط، كما تم تسوية عدد من المسائل الخاصة بمشروع ميدغاز أيضا ولم يتبق إلا الانتهاء من تسوية انتقال نسبة 10 بالمائة من حصة سوناطراك إلى شريك يرتقب أن يكون إسبانيا لإعطاء الأولوية له• في نفس السياق يرتقب أن يقوم مسؤولون جزائريون وإسبان بتنظيم لقاءات قبل نهاية السنة لإيجاد الترتيبات الخاصة بتسوية الملفات الخلافية في انتظار لقاء قمة بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الحكومة الإسبانية خوزي لويس زاباثيروا والمنتظرة السنة المقبلة، وتسعى مدريد إلى التوفيق بين مصالحها الاقتصادية الكبيرة في الجزائر ومصالحها السياسية في منطقة المغرب العربي خاصة بعد التقارب الجزائري - الإسباني سياسيا واقتصاديا، ولكن أيضا تسوية الخلافات التي كانت مطروحة بين إسبانيا والمغرب رغم بقاء ملفين مستعصيين، الأول يتعلق بملف سبتة ومليلية والثاني ملف الصحراء الغربية، إذ تبقى إسبانيا على هوامش حركة بالنسبة للملف الثاني، وتكرس الوضع القائم بالنسبة للأول•