يواصل عمال الشركة الوطنية للأشغال الكبرى للطرقات ''سوناطرو'' اعتصامهم بالقرب من مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين، مطالبين بتدخل الأمين العام للاتحاد، عبد المجيد سيدي السعيد، في محاولة لإنقاذ ''عملاق الطرقات'' من الحل، الذي يبدو أنه سيكون المصير المحتوم لهذه الشركة التي كانت وراء العديد من الإنجازات عبر طرقات الجزائر· تجمع، صبيحة أمس، عشرات العمال التابعين للشركة الوطنية للأشغال الكبرى للطرقات ''سوناطرو'' بالقرب من مقر المركزية النقابية، حيث ألصقوا على أعمدة البهو ''بيانات الفرع النقابي ومختلف الرسائل التي وجهوها إلى الوزير الأول ووزير الأشغال العمومية والعديد من المسؤولين والتي بقيت حبيسة الأدراج''· وبالنسبة للأمين العام للفرع النقابي للمؤسسة، محمد تيبيزي، فإن ''شركة سوناطرو تعاني مشاكل كبيرة وهي تتوجه تدريجيا نحو الغلق بسبب إطاراتها الذين يواصلون تطبيق سياسة تنذر بحدوث الكارثة، وخير دليل على ذلك أن الشركة لم تستفد السنة الجارية من أي مشروع وجميع وحداتها ال 11 متوقفة''· ويقول المسؤول النقابي الذي التقيناه أمس بالقرب من مقر المركزية النقابية أن ''سوناطرو حققت سنة 2002 رقم أعمال سنوي يقدر ب 409 مليار سنتيم، أما سنة 2008 فقد حققت رقم أعمال بقيمة 65 مليارا، وهو الرقم الذي لا يكفي لتسديد أجور عمال الوحدات كلها، والذي يبلغ 90 مليار سنتيم سنويا· أما لسنة 2009 فلا أظن أنه سيكون هناك أي رقم ما دام ليس هناك و لو مشروع واحد''· وأوضح المتحدث أن ''مسؤولي الشركة قاموا بتسريح 257 عامل من أصل ,1900 أما البقية فغالبيتهم أحيلوا على العطل الإجبارية، ولم يتقاض العمال أجورهم منذ شهر أفريل الفارط، وتم دفع أجر شهر واحد يتعلق بشهر جويلية، والذي لا يسد رمق أرباب العائلات، لاسيما في شهر رمضان المعظم''· وقرر المحتجون البقاء بالقرب من مقر دار الشعب في انتظار لقاء الأمين العام للمركزية النقابية للاستفسار حول الوضعية الحقيقية لمؤسستهم، التي يبدو أنها تتوجه نحو الحل، وهم يبحثون عن إنقاذ ''عملاق الطرقات '' من هذه الكارثة التي حسبهم ''هي مبرمجة، وكان بالإمكان تفاديها بالنظر إلى الإمكانيات والكفاءات التي كانت تزخر بها والإنجازات الكبرى التي تبقى شاهدة عليها''·