أكدت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أنها ''ستقف بالمرصاد لمتعصبين وعلمانيين يقودون منذ أزيد من شهر حملة شرسة ضد المرشدات الدينيات نسبوا لهن مهمة ''الإفتاء''، وأنها من صلاحياتهم، بالرغم من أن دورهن واضح ويقتصر على الترشيد والتوجيه الديني فقط، وحذرت الوزارة من تلك الهجمة، لأن الغرض منها ضرب العمل التوعوي للمرشدات الدينيات في الجزائر· كشفت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن معلومات وصلت إليها تفيد بأن بعض الأطراف والجهات تحمل أفكارا متشددة، وتؤمن بالفكر التعصبي، وأخرى علمانية، فتحت باب الجدل مؤخرا والتشكيك مرة أخرى ضد الوصاية من خلال ضرب فئة ''المرشدات الدينيات''، هذه المرة، والتي رأت فيها أنها غير قادرة على مهمة ''الإفتاء''، ولا تجيزه، وهو ما يمثل تحاملا شديدا يجهل مصدره لحد الساعة على دور هذه الفئة من النساء العاملات في سلك وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، واللاتي أثبتن في العديد من المرات والمناسبات أنهن جديرات بهذه الوظيفة من خلال الأعمال والنشاطات العديدة التي قمن ولا تزلن تقمن بها شابات ومتزوجات يافعات أثبتن جدارتهن في الميدان في وقت وجيز· وقال الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، عدة فلاحي، في تصريح ل ''الفجر'' أمس، إن ''هذه الجهات والأطراف إما ترى في المرأة أن دورها يقتصر على المكوث في المنزل والقيام بالأشغال وتربية الأطفال ورعايتهم ورعاية الزوج فقط، وهو نتاج الفكر المتعصب المتزمت الذي لا يزال متمسكا بمثل هذه الأفكار، وإما أنها أطراف علمانية تريد أن يبقى نشاط الوزارة مقتصرا على النشاط التقليدي، وأن الدين يضطهد الحداثة، وبالتالي فهذا التأويل خاطئ ولا أساس له من الصحة لأن منزلة المرأة في المجتمع المعاصر وخاصة العربي الإسلامي، أرفع من ذلك، والقرآن والسنة النبوية الشريفة حفظا لها حقوقها وساوا بينها وبين الرجل· وأضاف المتحدث أن التجربة أثبتت أن المرشدة تقوم بعدة مهام على مستويات متعددة، فإن كان على مستوى المساجد فإنها تشرف على تعليم وتحفيط القرآن ومحو الأمية، كما أوكلت لها مهمة التوجيه الديني لبعض الذين يطلبون التفقه في الدين، وإلى مستويات أخرى بالتنقل إلى المستشفيات وزيارة المرضى من أجل التخفيف عنهم وعن آلامهم، وتعدى الأمر إلى زيارتهم للسجون، حيث التقين بسجينات ونزيلات وحاولن معرفة الهموم والمشاكل والدوافع التي أدت بهن إلى السجن ومحاولة إرشادهن لإبعادهن عن الوقوع في المعاصي ومخالفة القانون· للإشارة فإن عدد المرشدات يبلغ حاليا 218 مرشدة على المستوى الوطني، وهو قليل مقارنة مع الأهداف والطموحات التي تعمل الوزارة جاهدة لتحقيقها، وفي هذا الإطار أعلن الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، عدة فلاحي، أن الوصاية فتحت لسلك المرشدات الدينيات مناصب مالية جديدة هذه المرة.