مازالت الفياضانات تقتل في الجزائر، بل وزادت أخطارها حدة في السنوات الأخيرة، خاصة بمناطق الجنوب، ففي رمضان الماضي نكّبت غرداية وراح ضحية الفيضانات بها عشرات المواطنين· ومع أن أعضاء من الحكومة تنقلوا إلى المناطق المنكوبة للتكفل بالضحايا، لم تستخلص الحكومة الدرس من هذه الكارثة، وها هي تحدث من جديد في جهات الجنوب مع سقوط أولى قطرات الغيث· وها هم الجزائريون يموتون من جديد بالعشرات في الفيضانات الأخيرة، لأن لا المسؤولين المحليين في هذه المناطق ولا المسؤولين المركزيين حلوا مشكل قنوات صرف المياه ولا اهتموا بالعمران في مناطق الجنوب الذي لم يعد يتماشى والتقلبات الجوية التي تعرفها الكرة الأرضية بفعل التلوث· قد تقولون إن الإرهاب يقتل سنويا أكثر مما تقتل الفيضانات، وإن حوادث المرور تقتل أكثر مما يقتل الإرهاب والفيضانات وكل الحوادث الأخرى مجتمعة، وكل الكوارث، لكن هذه لا تعتمد على وكالة أرصاد جوية تصرف عليها الملايير للتنبؤ بالتقلبات الجوية وبالأمطار التي قد تتسبب في فيضانات، لنستعد للكارثة وننقص من حجم الأضرار· فلم تحذر مصالح الأرصاد الجوية سكان العاصمة من الكميات الهائلة من الأمطار التي تساقطت في نوفمبر ,2001 وأدت إلى وفاة الآلاف غرقا، وحتى وإن حذرت فهي لا تقوم بحملات التوعية بما يكفي لتنبيه الناس حتى يتفادوا الخطر مثلما نراه في البلدان المتقدمة· فمع التهاون والفوضى السائدة في المجتمع يبقى الجزائريون يموتون غرقا في ''شبر'' ماء على حد المثل، ولا يفوت