دعا رئيس الجمهورية، في جلسة استماع خصصها لقطاع المجاهدين، إلى ضرورة تعميم العناية بذوي الحقوق، من خلال جهد تطويري ونوعية إدارية ومالية على المستوى المحلي والمركزي تتماشى مع عملية استكمال إعداد النصوص المتعلقة بتطبيق أحكام قانوني المجاهد والشهيد· ترأس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، اجتماعا تقييميا خصص لقطاع المجاهدين، وبهذه المناسبة قدم الوزير عرضا حول أهم الإنجازات التي تم تحقيقها على مستوى القطاع، كما تناول في سياقه مدى التزام الحصيلة المنجزة في شتى المجالات بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية في مناسبات سابقة، لا سيما ما تعلق منها بتكثيف الجهود الرامية إلى تحسين الأوضاع الاجتماعية والصحية والنفسية لأرامل الشهداء وذويهم والمجاهدين وذوي الحقوق، وتحسين نوعية الخدمات المقدمة، بما يراعي الأوضاع الخاصة لهذه الشريحة، وكذلك ما يتعلق بالحفاظ على مآثر الثورة وتاريخ المقاومة الوطنية وصون ذاكرة الأمة وتثمينها· وخلال العرض، تأكد أن مسار التحول النوعي والكمي الذي يشهده القطاع منذ بضع سنوات يتقدم بوتيرة جيدة ومتطابقة مع محددات البرنامج الرئاسي، وبالنظر إلى الأهمية التي تحتلها عملية المحافظة على الذاكرة الوطنية التي ما فتئ يعطيها رئيس الجمهورية قدرا كبيرا من العناية والتوجيه، فإن القطاع يعكف على تنفيذ برنامج ضخم سواء على صعيد إقامة المتاحف والمنشآت وإنجاز الأعمال المادية والفنية، أو على صعيد الأعمال البحثية التاريخية والفكرية وجمع المادة المهيأة للبحث، وتعزيز أسس مدرسة جزائرية في التاريخ· وتوقف الرئيس مطولا عند هذه الجوانب، حيث أكد أن مساحة الجهد التي يضطلع بها القطاع في هذا النطاق مرشحة للتوسع الأفقي والعمودي مع البرنامج الخماسي الجديد، وأنه يتعين على وزارة المجاهدين فيما يخصها أن تضاعف الجهد سواء على صعيد إقامة المنشآت المتحفية والفنية وجمع المادة التاريخية، أو مضاعفة الأعمال التاريخية والعلمية والفكرية الهادفة إلى صون الذاكرة الوطنية وتقوية الروافد والقنوات المادية والعلمية المعززة للبحث التاريخي الوطني المستقل منهجا ومضمونا· كما أبدى رئيس الدولة ارتياحه للنتائج المحققة على مختلف المستويات، لاسيما ما تعلق منها بتسهيل الخدمات لطالبيها، وذلك بفضل تسخير الإمكانيات والوسائل المقدمة وتحسين أداء الإدارة وحسن التكفل بالمعنيين من خدماتها، ولا سيما المجاهدين وأرامل الشهداء وأرامل المجاهدين والمعطوبين· أما الجانب الثاني من التقييم فقد تعلق بما ذكره من توسع ضخم في مجال العناية بالتاريخ وبكل ما يرتبط بخصوصيات الهوية الوطنية وتقوية المعرفة العلمية الصحيحة بهما، وفي مقدمة ذلك كله العناية بتاريخ الثورة التحريرية والتأصيل لمدرسة وطنية لكتابة التاريخ تتضافر في إنشائها جميع القطاعات المعنية وفي مقدمتها وزارة المجاهدين والمؤسسات تحت الوصاية (المركز الوطني للبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 والمتحف الوطني للمجاهد· أشار رئيس الجمهورية إلى أن البحث والنشاط العلمي والفكري الرامي إلى حماية التراث التاريخي للأمة وصون ذاكرتها بواسطة تأمين الحضور الفاعل للتاريخ هو ضرورة تفرضها أمانة نقل هذا التراث· وفي ختام الجلسة أبدى رئيس الدولة اهتمامه البالغ بما تحقق من ن