قررت مؤخرا المديرية العامة للمؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية عدم السماح للمعوقين بنسبة 100% السفر مجانا عبر مختلف قطاراتها مثلما كان معمولا به منذ سنوات خلت، حيث أصدرت تعليمة تنص صراحة على عدم صلاحية البطاقات الزرقاء التي يحوزون عليها في هذا المجال، بدعوى أن وزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية في الخارج لم تدفع منذ مدة المستحقات المالية المترتبة عليها إزاء المؤسسة، على الرغم من الاتفاقية التي تربط بين الطرفين· وأصدرت المديرية العامة للمؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية هذه التعليمة بصفة فجائية وانفرادية حسبما علمته ''الفجر'' من مصادر بذات المؤسسة، بدليل أن المعنيين بهذا القرار لم يدروا بالأمر إلا بعد إلصاق نسخ بمحطتي القطار ''آغا'' والجزائر العاصمة، ما أثار حفيظة شريحة أصحاب مختلف أنواع الإعاقات بنسبة 100% البصرية، الحركية··· واعتبروا هذه ''الخرجة'' غير متوقعة ب''البيروقراطية'' و''المجحفة'' في حقهم، حيث أصبح أفراد هذه الشريحة من المجتمع مجبرون في كل مرة ينوون فيها السفر بواسطة القطار، حسبما علمناه، إما على إحضار وصل سفر من مديرية النشاط الاجتماعي بالولاية التي يقطنون بها، دون مراعاة مشقة تنقلهم، وإما تمكين المعني نفس المديرية من وثيقة تثبت بأنه موظف أو متربص، أو طالب، أو مصاب بمرض يجبره على التنقل لأحد المستشفيات البعيدة عن مقر إقامته للعلاج هناك، وهذا بهدف تمكينه من بطاقة إعاقة بنسبة 100% بدل تلك التي يحوز عليها الآن، في أجل أقصاه بعد عيد الفطر القادم· وقررت مؤسسة النقل بالسكك الحديدية إصدار هذه التعليمة حسبما أفادتنا به بعض المصادر على خلفية ''عدم التزام وزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية في الخارج بدفع المبالغ المالية المترتبة عليها إزاء المؤسسة وهذا منذ مدة معينة، على الرغم من الاتفاقية المبرمة بين الطرفين''· ويواجه المعوقون منذ صدور هذه التعليمة عدة صعوبات في التنقل بواسطة القطارات، بالنظر ل''الإهانات التي أصبحوا يتلقونها من طرف معظم مراقبي التذاكر بالقطارات، وتهديدهم في كل مرة بإنزالهم في المحطة الموالية دون مراعاة وضعيتهم الصحية، زيادة عن العبارات الجارحة والقاسية التي ما فتئت هذه الفئة تسمعها من طرف هؤلاء المراقبين· وسيحرم بأمر هذه التعليمة السارية المفعول لحد كتابة هذه الأسطر والتي لم تحرك الوزارة الوصية ساكنا إزاءها، العديد من المعوقين بنسبة 100% من السفر عبر السكك الحديدية لقضاء حاجياتهم، باستثناء الموظفين منهم والمتربصين، الطلبة والمصابين بمختلف الأمراض، الذين سيأتي الدور عليهم إن آجلا أو عاجلا مثلما أشار إليه بعض المعوقين· وفي محاولة منا للاستفسار عن مدى شرعية ومصداقية هذه التعليمة، حاولت ''الفجر'' الاتصال بكل من المديرية العامة لمؤسسة النقل بالسكك الحديدية وبأحد المسؤولين بوزارة جمال ولد عباس، إلا أن محاولاتنا باءت كلها بالفشل، في انتظار ما ستفسر عنه الأيام القليلة القادمة من جديد في الملف·