وإزالة لهذا النزاع أو الخلاف لشأنها رأيت أن أساهم اليوم في إرسال هذه الكليمة المتواضعة الموجزة رفعا لهذا الاختلاف بما وعيته عن هذه ''الزلابية'' اللذيذة من علم· حسبما وقفت عليه من مطالعتي لكتب الأدب العربي من تراث حضري عربي قديم يرجع تاريخه إلى أوائل القرن الثالث الهجري ذكره فطاحل تاريخ الحضارة الإسلامية في عصرهم الغابر ومنهم الشاعر الكبير المشهور باسم ''ابن الرومي'' الذي هو أبو الحسن علي بن العباس المولود ببغداد في رجب سنة 221ه، وتوفي في جمادى الأولى سنة 276ه، وقيل 283ه وقيل 284ه، إذ نراه يقول فيما اشتهر به من الشعر والنظم العجيب والتوليد الغريب· فأنصت إليه إذ يقول: ومستقر على كرسيه تعب روحي الفداء له من منصب تعب رأيته سحراً يقلي زلابية في رقّة القشر والتجويف كالقصب كأنما زيته المغلي حين بدا كالكيمياء التي قالوا ولم تصب يلقى العجين لجيناً من أنامله فيستحيل شبابيكاً من الذهب فعن الشاعر وأمثاله من فطاحل الشعراء والأدباء عرفنا مسائل كثيرة هي في الأدب العربي ونحن غافلون عنها مثل هذه الحلوى اللذيذة ''الزلابية''، وزيادة في التعريف بها جاء الشاعر هذا حتى بوصف صنعها وكيفية عرضها ومظهرها كما نرى عليه اليوم مستعمله بين الناس ومشاهدة بينهم اليوم رأي العين في شكلها الحاضر·