سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جهات فرنسية ومغربية تعمل على إثارة الرأي العالمي ضد الجزائر بخصوص النووي / ''الجزائر ستصبح أول دولة نووية عربية وقدراتها تسمح بتصنيع قنبلة خلال عام'' خبير عسكري فرنسي يؤكد هذا الطرح
ذكر أول أمس الخبيرالفرنسي في القضايا النووية ''برونو ترتري'' أن الجزائر مرشحة لأن تصبح أول بلد عربي نووي في المستقبل القريب، ولها من الإمكانيات ما يمكنها من الحصول على الأسلحة النووية من خلال علاقتها مع الدول النووية الأخرى وامتلاكها وسائل التصنيع المحلي· وقال ''إمكانياتها في ذات المجال معروفة وحقيقية''، مشيدا بالمؤسسة العسكرية التي حالت دون وقوع تلك القدرات النووية في يد الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة سنة ,1992 الذي اكتشف البرنامج السري ل''الفيس'' حول امتلاك الأسلحة النووية، قائلا ''لولا تفطن الجيش في آخر لحظة لأصبحت الجزائر يحكمها نظام إسلاميي الفيس بأسلحة نووية''· وقال الخبير في مؤسسة الأبحاث الإستراتيجية الفرنسية، وصاحب كتاب ''الانتشار النووي في السوق السوداء''، نشرت جريدة ''لوموند'' الجزء الخاص بالجزائر، الذي عنونه ب''طموحات الجزائر النووية'' بعد أن تمت استشارته في ذلك، أن الجزائر تملك بنية تحتية نووية كبيرة جدا، علمية وتكنولوجية قوية جدا تعادل عدة دول في الشرق الأوسط، من خلال المراكز النووية التي تملكها والاتفاقيات المبرمة مع الدول النووية في العالم ممثلة في الصين والأرجنتين، التي باستطاعتها خلال سنة فقط أن تنتج ما يكفي لتصنيع قنبلة نووية، وهي القدرات التي وصفتها الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية بالنائمة والحقيقية· وأشار برونو ترتري إلى أن الجزائر تتجه لأن تصبح واحدة من الدول المؤهلة لامتلاك برنامج نووي مستقل تماما في الشرق الأوسط، من خلال مراكزها القادرة على تصنيع الوقود وكذا احتياطاتها من اليورانيوم، ما جعل جيرانها يعبرون عن تخوفاتهم من امتلاك الجزائر للأسلحة النووية، خاصة المغرب التي عبرت عن تخوفاتها في عدة مناسبات نشرتها صحيفتا، ''ماروك ابدو''، و''لو جون أفريك''، وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تراقب التطورات عن قرب وفي صمت بعد التقرير الإسباني الأخير، الذي أشار إلى تعاون بين الجزائر والصين لتغيير مواقع الصواريخ الجزائرية، واصفا تعاونها مع إيران بالسافر· ودعا صاحب التقرير إلى تصنيف الجزائر ضمن دائرة الخطر من حيث سعيها لتطوير قدراتها النووية، متخذا ذريعة ليست في محلها بعد أن رفضت الجزائر التوقيع حسبه على البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يوحي بأن المسؤولين الجزائريين غير قلقين من رؤية مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المنشآت النووية، وأنها تسعى لتحقيق رغبتها في أن تكون الدولة العربية الأولى نوويا، يضيف الخبير· ويرى المراقبون الأمنيون أن ظهور مثل هذه التقارير في هذا الوقت بالذات يوحي بمحاولة زعزعة استقرار الجزائر والتشكيك في تعاملها مع المجتمع الدولي بحسن نية، بغرض التأثير على التطور الذي تعرفه على جميع المستويات داخليا وخارجيا، وأن الانتصارات التي تحققت بفضل القرارات السيادية التي تتخذها السلطات العليا في الجزائر، جعلت جهات معروفة في فرنسا والمغرب تتحامل على الجزائر، وتحاول إثارة نعرات تكبح مسيرة التقدم الذي تعيشه البلاد من خلال التهويل للقنبلة النووية الجزائرية، وجعلها ورقة ابتزاز تضغط بها على الجزائر، وخاصة حول القضايا المختلف حولها، مثل التطبيع مع إسرائيل، الدعم النووي الإيراني السلمي، الصحراء الغربية، الاتحاد المتوسطي، وضرب عودة الجزائر القوية إلى الساحة الإقليمية والدولية، والادعاء بأن المنطقة أصبحت مهددة بوجود هذا النوع من السلاح، رغم تأكيدات السلطات العمومية على الطابع السلمي لاستثماراتها في المجال النووي، كان آخرها تصريحات وزير الطاقة والمناجم، وهو الطابع المؤكد في الاتفاقيات الموقعة مع العديد من الدول، مثل فرنسا، والولاياتالمتحدةالأمريكية· ويضيف المحللون أن هناك نوايا غير بريئة لعدة جهات خارجية تتربص بالجزائر بعد تزامن ظهور التقرير عبر عدة صحف عالمية، عشية انعقاد اجتماع إقليمي تشارك فيه الجزائر حول منع انتشار السلاح النووي في الشرق الأوسط الأسبوع المقبل بالقاهرة، تحت إشراف الهيئة الدولية للأسلحة النووية ونزع السلاح· ومن ضمن محاوره إمكانية جعل المنطقة خالية من هذا النوع من السلاح ومستقبل الطاقة النووية السلمية، بهدف إصدار تقرير موسع بحلول عام 2010 حول خريطة الانتشار النووي في العالم وتقييم الأوضاع بصفة شاملة، واتخاذ موقف فيما يتعلق بمعاهدة منع الانتشار النووي ومستقبل المعاهدة· ويعتبر الخبير الفرنسي برونو ترتري من الاستراتيجيين الذي عملوا في عدة مناصب تهتم بالتسليح والاستراتيجيات في وزارة الدفاع الفرنسية في الفترة الممتدة بين 1993 و2001 والهيئات الدولية المختصة في إصدار التقارير السرية عن قضايا التسليح والدفاع، وكان عضوا في حلف شمال الاطلسي بين 1990 و1992، متحصل على دكتوراه في العلوم السياسية بباريس سنة 1994 وصاحب عدة مؤلفات وتقارير استراتيجية·