شهدت البليدة حركة غير عادية في اليومين الأخيرين وتحول ليلها إلى نهار ومنذ ليلة أمس وأنصار الخضر يتدفقون على مدينة الورود من كل أنحاء القطر الوطني وكلهم أمل أن يصلوا إلى المونديال حتى بعد فوز مصر أمس· ومثلما جرت عليه العادة كلما تعلق الأمر بالمنتخب الوطني الذي أعاد الروح لأنصاره الذين يحلمون برؤية الراية الوطنية ترفرف في سماء جوهانسبورغ في جوان القادم، سيما وأنهم وبمرور الوقت أضحى يتحقق الحلم الذي كان صعب المنال ويتجسد على أرض الواقع· البليدة لم تنم تحول ليل وسكون مدينة الورود إلى ضوضاء وصنع أنصار الخضر لوحات فنية الأكيد أنها ستبقى راسخة في أذهان الجميع· وتفيد كل المؤشرات من خلال الجولة الميدانية التي قمنا بها في شوارع البليدة أن الجزائر مقبلة على لحظات تاريخية كيف لا وحلم التأهل إلى المونديال قريب من التجسيد على أرض الواقع وهو ما أكده لنا العديد من الأنصار الذين استاءوا من فوز مصر لكنهم قالوا إن رفاق رحو قادرون على الفوز اليوم وبفارق مريح· وحتى العائلات ساهمت في الاحتفالات بطريقتها الخاصة، فالأعلام والرايات الوطنية في كل الشرفات والجميع يرتدي أقمصة لاعبي المننخب الوطني ويفتخر بانتمائه إلى الجزائر· كل هذا ظاهر من خلال الرواج الكبير لكل المنتوجات التي لها علاقة ب''الخضر''· وكالعادة لقاءات الخضر فرصة لنشاط تجارة كل المنتوجات المتعلقة بالنخبة الوطنية من أعلام وأقمصة وأغان تشيد بلاعبي الخضر· بعض الشباب البطال استغل الفرصة ليسترزق والملاحظ أيضا أن الخروج إلى الشوارع والاحتفال لم يعد حكرا على الذكور فقط بل أخذ الجنس اللطيف نصيبه، فعدة شابات عمدن إلى اقتناء تذاكر حضور المباراة لمساندة الخضر وعدم تفويت هذه اللحظات التاريخية· الكل مستعد لشراء الأعلام و''الشالات'' الحاملة للألوان الوطنية حتى ولو كان سعرها يتجاوز 200 دج، لأن كل شيء يهون من أجل المنتخب الوطني الذي سيفتح المجال واسعا للأحلام والتحضير من الآن للتنقل بقوة إلى جنوب إفريقيا· لا حديث إلا عن المونديال الملاحظ من خلال احتكاكنا بأنصار الخضر أن الجميع يثق في عناصر النخبة الوطنية ويدرك أن الفريق الوطني أضحى ناضجا كيف لا ورفقاء زياني لقنوا درسا للفراعنة الذين تربعوا على عرش القارة الإفريقية في مناسبتين على التوالي· عموما فإن أنصار الخضر يؤمنون بحظوظ فريقهم لبلوغ جنوب إفريقيا إلى آخر لحظة وهو ما لمسناه من تحركات هؤلاء بشوارع المدينة التي صارت مكتظة تماما·