منتخب مصرحامل اللقب أمام المحنة يلعب أبرز ركائز الجيل الحالي للمنتخب المصري آخر نهائيات لكأس إفريقية في صورة أحمد حسن، أبو تريكة والحارس عصام الحضري الذين أكدوا اعتزالهم بعد أنغولا وأيضا هناك أسماء أخرى على مشارف الاعتزال وفي مقدمتهم عبد الظاهر السقا والكل يحلم بتضميد جراح الخروج من سباق المونديال مما جعلهم أمام خيار واحد لا ثاني له وهو الاحتفاظ بلقبهم القاري الذي أحرزوه عن جدارة واستحقاق في دورتي 2006 و.2008 لكن اليوم لا يشبه البارحة، فأشبال شحاتة يتواجدون في أسوأ حالاتهم المعنوية وما يزيد طينتهم بلة هو أنهم سيستهلون مشوارهم في غانا بملاقاة أصعب منتخب في مجموعتهم الثالثة وهو النسور الخضراء النيجيرية مما يضع شحاتة أمام محنة حقيقية ومستقبلهم في هذه الدورة يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات· والكل في مصر متخوف من تكرار نكسة دورة 1988 حين خرج البطل من الدور الأول بعد خسارة في المواجهة الأولى من الكاميرون بتوقيع الثعلب روجي ميلا، لكن هناك أصوات كلها تفاؤل ببركة مدربهم شحاتة الذي أضحى المدرب رقم واحد في مصر وقد لاقى تقدير كل المصريين دون استثناء لتبقى أنغولا موعدا للانفراج وامتداد الأفراح الإفريقية أو للانفجار بخسارة اللقب الذي فازت به مصر 6 مرات كاملة وهو رقم قياسي كما تعد الأولى أيضا من حيث المشاركة في النهائيات ب22 مشاركة· منتخب نيجيريا النسور الخضراء تحلم بالتحليق لم تتمكّن نيجيريا في مشاركتها ال16 من إحراز اللقب سوى في مناسبتين الأولى داخل القواعد على حساب منتخبنا الجزائري عام 1980 والثانية بتونس عام 1994 على حساب المنتخب ''الجديد'' لزامبيا· وكان ذلك العام أسعد الأعوام الكروية لنيجيريا لأنه اقترن أيضا بأول مشاركة لها في المونديال الأمريكي حيث قدمت عروضا رائعة وخرجت من الدور الثاني على يد الوصيف الإيطالي· ومع تمكّن النسور الخضراء من العودة للمونديال فحلمها الأكبر هو إعادة ملحمة 1994 رغم أن الفريق مر بالدروب الوعرة خلال التصفيات وانتظر الجولة الأخيرة لحسم تأهله بعد هدية من الموزمبيق التي أزاحت تونس من الريادة· وكانت نيجيريا قد استهلت مشوارها بإحراج جنوب إفريقيا وكذا سيراليون وغينيا الاستوائية حين فازت عليهم جميعا في الذهاب والإياب· وفي الدور الأخير تعادلت أولا في الموزمبيق ثم قصفت كينيا قبل أن تتعادل مرتين مع تونس· وإذا كانت هذه الأخيرة قد خطفت هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة، فالنسور حفظت الدرس وأعادت الكرة لكن لصالحها عندما فازت على الموزمبيق· وكان الفوز في كينيا غير كاف للفوز ببطولة المجموعة، إذ يجب ترقب تعثر تونس في الموزمبيق، وهو ما حدث لتجد نيجيريا نسورها على بساط من حرير والكل يحلم بعودتها للواجهة من أوسع الأبواب والعين على اللقب الإفريقي الثالث· منتخب الموزمبيق تأكيد صحوة التصفيات بالتألق في النهائيات ما يزال تاريخ الثلاثاء 16 جانفي 1996 راسخا في تاريخ الكرة الموزمبيقية، لاقترانه بالنقطة الوحيدة واليتيمة لها في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، التي جرت في بلاد الزعيم مانديلا وأمام وصيف تلك البطولة المنتخب التونسي، الذي ضمن من خلاله هو تأهله الرابع للعرس الإفريقي· وكانت الموزمبيق قد استهلت مشوارها التصفوي في الدور الثاني بهزيمة في الربع ساعة الأخير في كوت ديفوار ثم خسرت بقواعدها ضد بوتسوانا (1 - 2) قبل أن تكسب أول نقطة من جزيرة مدغشقر (1 - 1) وفي مرحلة العودة انطلقت بقوة بفوز بثلاثية نظيفة على المنتخب الملغاشي ثم تعادل ضد الفيلة بطعم الانتصار، وفي الجولة الأخيرة كان لابد من رد صفعة بوتسوانا للتأهل وهو ما تحقق ليصل للدور الثاني حين راهن على الصعود للكان فتعادل مع نيجيريا في المواجهة الأولى ثم سقطت سقوطا منطقيا في تونس· لكن الخسارة في كينيا أزّمت الوضع ومن حسن الحظ تم التدارك سريعا في مواجهة العودة ليتنفس قليلا قبل أن يختنق من جراء لعنة الدقيقة الأخيرة أصابته وأسقطته في نيجيريا بأعجوبة· وفي مواجهة الحظ الأخير كان لابد له من الفوز على تونس، فكان له ذلك بهدف مونتيرو الذي يعد نجم الفريق وحامل آمالها لتأكيد الوجه الرائع في التصفيات وتحقيق أول انتصار في النهائيات· وستواجه في أولى مبارياتها منتخب البنين ثم نيجيريا والمنتخب المصري الذي سبق وأن التقوه في دورتي 1986 و1998 وعاد الفوز للفراعنة في المواجهتين بنفس النتيجة هدفين دون رد· منتخب البنين السناجب صار لها أنياب ومخالب استهل منتخب السناجب البنيني مشواره بخسارة ثقيلة في لواندا أمام أنغولا، حيث خسر بثلاثية نظيفة جعلت أغلب المتتبعين يتوقعون إقصاءه من الدور الثاني، لكنه سرعان ما رد بالمثل عندما أكرم ضيفه الأوغندي برباعية ليستعيد توازنه ثم يفوز في الغدو والرواح على النيجر مما جعله في أحسن رواق ويثأر من أنغولا ويقصيها ويضمن تأهله قبل المواجهة الأخيرة في أوغندا التي خسرها لكونها شكلية· وفي الدور التصفوي الأخير سجل انطلاقة خاطئة بخسارته ضد النجوم السوداء الغانية بهدف سجل في الدقيقة الأولى ومن حسن الحظ فقد تمكّن من تجاوز المنتخب السوداني بنجاح لكنه اقترب من الكارثة عندما خسر في مالي بثلاثية قلّصت حظوظه كثيرا خاصة وأن مالي فرض عليه التعادل في مباراة العودة، لتتحقق المعجزة عند استضافة بطل المجموعة منتخب غانا، الذي سبق له وأن فاز عليهم بهدف في الدقيقة الأولى فقد خسر إيّابا بهدف في آخر لحظة وقّعه محمد أودو، الذي أنعش الحظوظ ورفع المعنويات ليحقق السناجب الفوز المطلوب في السودان ويضمنوا تذكرة الحضور في أنغولا والمحافظة على مكانتهم ضمن النخبة الإفريقية وكلهم أمل لتحقيق أولى النقاط لكون مشاركتهم في دورتي 2004 و2008 كانت محتشمة