دعا الرئيس المصري محمد حسني مبارك، أول أمس، خلال تكريمه لاعبي منتخب بلاده في قصر الرئاسة إلى إغلاق ملف لقاء الجزائر وهزيمة الفراعنة، مؤكدا لهم على أن خسارة مباراة أو بطولة لا تعني الفشل، وحث مبارك منتخب بلاده على الاستمرار في أدائهم الجيد أملا في مواصلة إسعاد الجماهير المصرية التي تعرف حالة من الجنون والهستيريا، ترجمتها حرب إعلامية قذرة وسلوكات لاأخلاقية طالت رموز ومقدسات بلد المليون ونصف المليون شهيد• وفي تصرف غير بريء يهدف إلى بعث الحياة من جديد في نفوس اللاعبين والمصريين المهزوزة، بعد الهزيمة غير المتوقعة، قرّر الرئيس مبارك صرف مكافأة مالية قدرها ستة ملايين جنيه للمنتخب المصري، رغم عدم التأهل لمونديال جنوب إفريقيا، وذلك كنوع من التحفيز للاعبين خلال الفترة المقبلة، والعودة بلقب كأس الأمم للمرة الرابعة في تاريخهم والثالثة على التوالي• من جهة أخرى، أشار هاني عزيز، وكيل لجنة الشؤون الخارجية بالحزب الوطني الحاكم بمصر، ورجل الأعمال البارز، إلى ''أن الرئيس طلب من المسؤولين المصريين جمع كافة الأدلة والوثائق التي تؤكد الاعتداءات على المصريين ومنها حرق العلم المصري وتقديمها بأسرع ما يمكن إلى الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، حتى يتمكن من اتخاذ قراره بمحاسبة المسؤولين عن ذلك، أو تقديم اعتذار يتناسب مع حجم الإهانات التي تعرضت لها مصر''، يضيف المسؤول المصري• وقال ذات المسؤول ل''العربية•نت'' إن مصر ترفض أي وساطات عربية لرأب الصدع بين مصر والجزائر، وأن مصر أكبر من أن تنتظر تدخل أي من الأطراف العربية لتهدئة الأجواء بين مصر والجزائر، وأن مصر هي التي تلجأ إليها الأطراف المتنازعة عربيا ودوليا وليست هي التي تلجأ إلى أحد لرأب الصدع بينها وبين أي أحد• من جهة أخرى، بيّن المهندس حسن صقر، رئيس المجلس القومي للرياضة في مصر، أن اتحاد كرة القدم المصري يتولى إعداد ملف متكامل مدعم بالأدلة والمستندات والوثائق حول جميع الأحداث المتعلقة بهذه المباراة والتي يمكنها إدانة الجانب الجزائري والتشويش على ''صفاء'' فوز الجزائر، رغم تأكيد الاتحاد الدولي لكرة القدم أول أمس أن تأهل الجزائر أمر فصل فيه نهائيا ولا رجعة فيه• كما حاول صقر إخفاء سوء استقبال النخبة الجزائرية لكرة القدم بالقاهرة قبل مباراة 14 نوفمبر الماضي وأثناءها وبعدها، بجزمه أن حادثة الاعتداء على الحافلة التي كانت تقل اللاعبين إلى الفندق ''سيناريو مفتعل''• وأكد صقر على أن مسؤولي الرياضة في مصر حريصون على تقديم هذا الملف بطريقة احترافية، مشيرا إلى وجود عدد من الخبراء المتخصصين في هذا المجال من سويسرا لمساعدة الجانب المصري في دراسة هذا الملف والوثائق الملحقة به، لصياغته بطريقة احترافية حتى يثبت للعالم قبل ''الفيفا'' أن هناك مخالفات•