وهذا عقب الحصار الذي ضرب عليهم من قبل المصريين حول مقر إقامات الطلبة والطالبات، ورفع رسالة استنجاد للرئيس بوتفليقة قصد فكك الحصار، وإيجاد حل نهائي لحماية الأرواح المتبقية في جحيم مصر، مع العلم أن بعض المتعصبين أحرقوا إدارة جامعة القاهرة بغرض إتلاف ملفات الطلبة الجزائريين وقطع أية صلة لهم مع الجامعة• وقال ممثل الطلبة إن الأيام التي تلت مباراة الفوز بالسودان كانت بمثابة المحشر لكل ما هو جزائري، وتعدى الأمر الاستفزازات والمضايقات إلى التهجم على الجزائريين في الشوارع والسكنات التي يقيمون بها مدججين بكل أنواع الأسلحة البيضاء، إضافة إلى أن أصحاب الشقق قاموا بطردهم دون سابق إنذار ورمي أثاثهم إلى الخارج، بما فيه حاجياتهم الشخصية، مسترسلا ''بعض الجزائريات تعرضن لأفعال لا أخلاقية، على غرار طالبتين حوصرتا في إحدى الشوارع، وتم تجريد واحدة من ملابسها، في حين بقيت أخرى محتجزة داخل بناية، بعد أن طردتها أن مالكة المنزل، وهناك طالب آخر هرب متخفيا وأراد مغادرة مصر برا، إلا أنه لقي مصيرا أسود لدى الحدود وسرق وضرب''• عمال بالسفارة الجزائرية تعرضوا للضرب و''المصرية'' أخذتنا عنوة إلى قرطاج عبد الغني خالد حاول الاستنجاد بالسفارة الجزائرية التي بقيت ساكنة أمام تلك الانتهاكات كونها هي الأخرى كانت محاصرة وتعرض بعض أفرادها للضرب، ونصحهم نائب الملحق الأمني بالهرب قائلا لهم ''فروا بجلودكم بأية وسيلة''، ولتأزيم وضع الجزائريين، فقد تم قطع الغاز والكهرباء والماء، مضيفا أن الأمر دفع ببعضهم لإنكار جنسيتهم خوفا من البطش• ومن بين السلوكيات الدنيئة اتجاه الجزائريين، إقدام المشرفة على المكتبة المركزية بجامعة القاهرة على تهديد الجزائريين الذين كانوا داخلها بغلق الباب وتحريض المصريين لينالوا منهم، وهو السلوك نفسه الذي عمد على اتقانه بعض عمال مطار القاهرة مع الجزائريين خلال عودتهم إلى أرض الوطن لزعزعة كرامة الجزائري، حيث قاموا بحجزهم من الثالثة صباحا إلى السابعة مساء من اليوم الموالي، بعد جحيم عاشوه لمدة ثلاثة أيام، وقيام ''بلطجية'' مصر، الذين يتعدى عددهم 70 شخصا، بمحاصرتهم إلى غاية حضورالمخابرات المصرية التي قامت بإجلائهم من سكنهم وتحويلهم إلى المطار في سيارات قام الطلبة بتسديد قيمتها، وقد تم تفتيشهم بطريقة مهينة ولمرات عديدة مع محاولات تجريد الطلبة من الملابس، وهو ما رفضوه بشدة• من جهة أخرى، رفضت الملاحة الجوية المصرية نزول طائرة الخطوط الجوية الجزائري، وظلت تحوم في السماء، ولولا تنبيه قائدها بإمكانية تفجرها لما حطت على أرضية المطار، وظلت مركونة دون معرفة مصيرها، فيما اضطر الطلبة إلى اقتطاع تذاكر على متن الخطوط الجوية المصرية بمبلغ 400 دولار للواحد باتجاه الجزائر العاصمة، إلا أن الطائرة حطت في مطار تونس عنوة دون إطلاعنا على الأسباب، وهنا كشف عبد الغني خالد أن الترحيب الذي قوبلوا به من طرف التونسيين أنساهم العذاب، كما وجدوا في انتظارهم 28 سيارة مسخرة لإيصالهم للجزائر• التحرشات بالجزائريين بدأت منذ صفعة ملعب البليدة وأكد ممثل الطلبة أن هذه الممارسات بدأت مع الجزائريين المقيمين بمصر منذ شهر جوان عقب انتصار الجزائر على مصر في البليدة، حيث تعرض الجزائريون لكثير من الاستفزازات، خاصة منها عبارات ''حنقطعكم '' داخل المحلات في الشوارع وحتى في الجامعات من قبل بعض الطلبة والأساتذة الذين انحدروا إلى أدنى المستويات، ليتصاعد الوضع مع المباراة الفاصلة، حيث طالب الجزائريون بالرجوع إلى الجزائر وترك كل شيء خوفا من التداعيات، وكسابقة إعلامية فريدة من نوعها نادى بعض الإعلاميين الشعب إلى التجمهر وضرب وقتل أي جزائري، وهو ما رفع الهمم لدى المصريين، مشيرا في سياق حديثه إلى أن 90 بالمائة من المصريين مقتنعون بما يقوله الإعلام• وكرد فعل أولي، سيرفع الطلبة دعوى قضائية ضد السلطات المصرية باسم حقوق الإنسان لدى محكمة العدل الدولية بتهمة الدعوة إلى قتل وضرب الجزائريين، مع التعويض عن الأضرار النفسية والمصاريف المالية التي تكبدها الجزائريون أثناء تواجدهم هناك، وطلب تحويل كل الطلبة المقدر عددهم ب1632 إلى جامعات سوريا وقطر، مشيرا إلى أصداء تؤكد موافقة أمير قطر على استقبال كل الطلبة•