صدر مؤخراً عن ''جمعية البيت للثقافة الفنون''، ضمن سلسلة الإستشراق الجديد، كتاب للمترجم والمستشرق الألماني شتيفان فايدنر في طبعة جزائرية حصرية، الكتاب هذا والموسوم ب''الإغراءات المحمدية''، سبق للمؤلف أن أصدره عن منشورات الجمل بألمانيا تحت عنوان ''الأسئلة المخفية / محاولة للاقتراب من الإسلام''• وقال فايدنر عن هذه الطبعة، إن الجزائر تلعب دوراً متميزاً في هذا الكتاب، حيث نجد أن الكتاب يتناول فقرات كثيرة تتحدث عن الجزائر، كما تناول هذا الكتاب العديد من الأصدقاء الجزائريين، ومن ناحية أخرى، فإن تاريخ الجزائر الحديث كان دائماً، حسب المؤلف، رمزاً للعلاقات بين الشرق• يضم الكتاب بين دفتيه هذا كماً كبيرًا من وجهات النظر المختلفة والمواقف المتباينة، عبر المقال الصحفي والسرد القصصي يكتب شتيفان فايدنر عن تجواله، مغامراته، هو المخاطر بعنوان صعب، في العالم الإسلامي، العربي منه، منذ أن بلغ الصبا، حيث التقى للمرة الأولى مع العالم والدين الجديدين، وكاد أن يتعلق بأذيال الدين، إلى أن تنقل في هذا العالم بالغا، متفهما ومختبرا الكثير من خباياه، التي تدارسها في الجامعة، وعايشها على أرض الواقع، دفعه التمرد على وصية الأهل إلى التيه في أعماق الصحارى العربية يافعا، وخرج عن مألوف الصياغة والسرد عن هذا العالم كاتبا• في هذا الكتاب يحاول فايدنر التقرب من العالم الإسلامي والإحاطة به من مختلف جوانبه، ليس كمستشرق، ليس كعالم لغة، ليس كدخيل، إنما كمن يعيش أعماق هذا العالم، يعايشه، يحزن لحزنه ويفرح لفرحه وهو في محاولته هذه لا يتوقف عند الحدود، بل يتجاوز كل الحدود حتى يخرج على الرقابة التي تفرضها ظروف معينة أثناء تناول مثل هذه المواضيع التي يعالجها بشهوانية وحب عميق نحو العالم العربي، نحو دمشق، القاهرة، حلب، تونس، عنابة / الجزائر، بيروت• يكتب فايدنر وهو في عشقه لابن عربي، يدفعنا إلى اكتشاف المزيد من النماذج التي تحيا في هذا العالم وتحيا به ومنه، متطرقا إلى تاريخ عبق وعطن أحيانا، إلى حاضر يحفل بالمتناقضات والجماليات، والتشوهات• الكتاب لا يبعث فقط على الفائدة، بل وعلى المتعة أيضا في مزيج من التصوف، الزهد، العلم البارد، ودفء العرفان• ستيفان فايدنر، من مواليد ,1967 درس العلوم الإسلامية، الآداب الألمانية والفلسفة في جامعات غوتنغن، دمشق، بركلي وبون• ترجم الكثير من الشعر العربي إلى الألمانية