''سيلين بتروليوم'' مشروع شركة نفطية مشتركة ترمز إلى تاريخ مشترك بين البلدين'' خفّف وزير الطاقة والمناجم، شكيب خليل، من حدة توتر العلاقات بين الجزائر ومصر الذي أعقب فوز الفريق الوطني وإقصاء المنتخب المصري من نهائيات كأس العالم، وقال إن العلاقات ''تتحسن''، في إشارة إلى أنها تأثرت بالحدث الرياضي وأنها تعود إلى طبيعتها تدريجيا• كما تحدث عن تأسيس شركة بترولية مشتركة يرمز اسمها إلى فترة تاريخية مشتركة بين الشعبين الجزائري والمصري ولم يترك شكيب خليل أي مجال للتأويل في هذا الشأن، حيث أعلن فور وصوله إلى القاهرة مساء أول أمس للمشاركة في اجتماع لمنظمة الدول العربية المصدرة للنفط، عن مشروع إنشاء مجمع نفطي مشترك بين البلدين• وقال ''إن العلاقات بين البلدين ''تتحسن وها أنا هنا''، ملمحا إلى أن وجوده بمصر دليل على تحسن العلاقات، وأنه سينشط مطلب إعادة الدفء إلى العلاقات بين البلدين، خاصة وأن الزيارة تعد الأولى من نوعها بعد توتر أجواء العلاقات الثنائية بعد مقابلتي مصر الجزائر في القاهرةوالخرطوم، حيث تعرض الفريق الوطني لاعتداء سافر، كما نال الأنصار نصيبا من الاعتداءات والمضايقات، فيما ادعت مصر تعرض أنصار الفريق المصري في الخرطوم إلى الإهانة من قبل الأنصار الجزائريين، رغم أن كل المتتبعين، ومنهم البلد المضيف، أكدوا أن الأمور كانت عادية، وأن تجاوز رد الفعل المصري للحقيقة ولكل الأخلاقيات ناجم عن عدم هضم إقصاء مصر من تصفيات كأس العالم• وفي ذات السياق، كشف الوزير أن الشركة النفطية المشتركة سيطلق عليها اسم ''سيلين بتروليوم'' نسبة إلى اسم ابنة كليوباترا التي تزوجت جوبا الثاني، ملك الجزائر''، وكما يبدو من هذه التسمية، فإنها كانت ردا عمليا على ادعاءات الحملة المصرية الداعية إلى تصعيد التوتر وخلق أزمة دبلوماسية والطعن في تاريخ الجزائر، شعبا ودولة وثورة، فالمبادرة بتأسيس الشركة إجراء عملي يترجم تمسك الجزائر بعلاقاتها مع مصر، كما يرد اسمها الاعتبار إلى تاريخ الجزائر ويؤكد امتداد فعله إلى مصر الفرعونية• وتحدث شكيب خليل عن تفاصيل إضافية حول المشروع النفطي المشترك، حيث قال ''آمل أن نوقع اتفاقا لإطلاق شركة مشتركة في مجال الاستكشاف والإنتاج النفطي في مصر والجزائر ودول أخرى''، موضحا أن رأس المال سيتوزع بالتساوي بين مصر والجزائر ويستثمر من خلال شركة ''سوناطراك'' الجزائرية والشركة المصرية القابضة للغازات والهيئة المصرية العامة للبترول• وتداولت مصادر إعلامية مصرية تصريحات لشكيب خليل تفيد بأنه سيبحث مع نظيره المصري مسائل إدارية وأخرى تتعلق بالتكوين والشركات التي أسستها المنظمة في مختلف القطاعات، إلى جانب استعراض نشاطات المنظمة وتقديم الدراسات المنجزة في قطاع الغاز والوضع في العراق الذي يحتضن مركزا تابعا للأوبيك• كما سيتم خلال هذا الاجتماع تسليم جائزة لباحث جزائري، مكافأة له على أعماله في مجال تخزين غاز الكربون في باطن أحد حقول عين صالح بالجزائر• ورغم أن نشاط وزير الطاقة والمناجم، شكيب خليل، تدخل ضمن رزنامة إقليمية وليست ثنائية، على غرار زيارة وفد برلماني جزائري إلى القاهرة في إطار أشغال المؤتمر الإسلامي، فإن الزيارة وضعت في سياقها الزمني المرتبط بتطورات تصفيات كأس العالم، حيث ذهبت ذات المصادر إلى التكهن باحتمال استقبال الرئيس المصري، حسني مبارك، لوزير الطاقة والمناجم، شكيب خليل، لنقل رسالة خاصة إليه من نظيره الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، حول تطور العلاقات الثنائية وإقناع الجانب المصري بوقف التصعيد الراهن مع الجزائر ووقف ما وصفه بالحرب الإعلامية والكلامية الشرسة التي تشنها القاهرة ضد الجزائر، حكومة وشعبا• ولم تستبعد الصحافة المصرية، ومنها ''الدستور''، أن تهيمن الأزمة المصرية - الجزائرية على اجتماعات اللجنة العليا المصرية - الليبية المشتركة التي تعقد في العاصمة الليبية طرابلس منذ أمس السبت، برئاسة الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، ونظيره الليبي الدكتور البغدادي المحمودي، خاصة وأن القذافي كان قد أعلن عن نيته التوسط بين بوتفليقة ومبارك بناء على طلب من الأمين العام للجامعة العربية، قبل أن يعلن مراد مدلسي عن عدم حاجة العلاقات الثنائية إلى وساطة•