قدم بعض المجتمعين بالوفد الأنغولي الذي زار القاهرة يوم أول أمس، طلبا، كما قال الجانب المصري، للمساعدة في كيفية الوصول إلى إنجاح دورة كأس افريقيا للأمم التي ستنطلق في العاشر من شهر يناير القادم بأنغولا، بالقول أن الأنغوليين الذين حضروا إلى القاهرة، وكان بينهم نائب وزير الشباب والرياضة رفقة مسؤولي الإتحاد الأنغولي لكرة القدم وكافة المعنيين بالسهر على تنظيم دورة كأس الأمم الأفريقية المقبلة، على غرار مسؤول وزارة الداخلية الأنغولي، أن الجمع الكريم هذا طلب معلومات عن طبيعة الجمهور الجزائري الذي تنقل إلى القاهرة بمناسبة اللقاء الذي دار هناك بين المنتخب المباركي ومنتخبنا الوطني يوم الرابع عشر نوفمبر الأسود، الذي لن تمحى آثاره مهما اجتهدت فرق التمثيل المصرية والمصريين في محاولات تصحيح ما حدث ذلك اليوم وقبله وبعده بالإدعاء الباطل على الحقيقة التي شاهدها جميع الناس من كافة أرجاء العالم، ليس لأننا، كما يدعي ويردّد العجوز حجازي في دائرة الضوء على قناة النيل سبورت، الذي عجز عن إيجاد الكلمات التي يعبر من خلالها عن إحباطه الشديد ليلة الخميس الماضي في أعقاب تحويل الفيفا ملف مباراتي القاهرة والخرطوم بين مصر والجزائر أمام لجنة الإنضباط، هذه الأخيرة التي سوف يستغرق عملها وقتا طويلا قد يمتد إلى غاية الشهر المقبل، الأمر الذي جعل الشيخ العجوز ابراهيم حجازي بطريقته الخبيثة، والتي تدل على مدى الدهاء الخبيث الذي يتمتع به، يهمس في أذن كل مصري بأن حقيقة أضغاث الأحلام لم تعد تحتاج إلى تبيان أكثر ولا إلى كشف أكبر، بعد أن رسمت الفيفا نتيجة اللقاء الفاصل بالخرطوم التي انتهت لصالح رفاق عنتر الجزائري، قلت ليس لأننا نتقن مهام الكواليس التي تعتبر منذ أيام طويلة اختصاصا مصريا خالصا بامتياز، وليس لأننا دبرنا وكدنا، كما يزعم رفاق حجازي الذي كادت آخر الأخبار بخصوص ملف الجزائر/ مصر الذي تم تحويله إلى لجنة الإنضباط للفيفا في نهاية اجتماع اللجنة التنفيذية لهذه الأخيرة، أن تطفئ ضوء برنامجه دائرة الضوء لولا اجتهاد فوق الطاقة من طرف حجازي الذي عمد إلى خلط برنامجه الكروي بمجموعة من الأخبار غير الرياضية، حيث قام بالإتصال بمواطنة مصرية شردتها ظروف الإهمال وقلة الحيلة بالأراضي السعودية بعد أدائها مناسك الحج، طبعا المسكنات ضرورية في مثل هذه الأوضاع و إلا حدث الإنفجار، وهو ما يعلمه جيدا حجاري وليس حجازي، أي من حجارة• ويخيل إلي أن هذا الأخير ظن المرأة المصرية المتصلة من السعودية شخصا يريد الإدلاء بشهادة زور في ملف الجزائر، حتى يشبع نهمه رغم علمنا أنه من الذين لا يشبعون بسرعة إلا إذا مضغوا الحنظل في هذه الحالة، بل لأن الله عز وجل نصر المظلوم عندما وصل الأمر بالأشقاء المزيفين هناك بمصر إلى تدبير مكيدة الإعتداء الوحشي على لاعبين جاؤوا للعب مباراة رياضية وكانوا في حماية منظمة الأممالمتحدة للرياضة ممثلة في الفيفا، وهذا أمر مفروغ منه، ما اعتبر ضربة موجعة لهيبة الفيفا وسمعتها• والغريب أن الإعتداء جرت أحداثه على أرض دولة كانت طيلة السنوات الماضية تسعى شمالا وجنوبا من أجل الظفر بتنظيم كأس العالم، قبل أن يقع الإختيار على جنوب إفريقيا•• وكما يقال عندنا ''للي يحسب وحده يشيط لو''• فالمكيدة المصرية أو الكمين المصري الذي يشبه إلى حد بعيد الكمائن الإرهابية من حيث الطريقة والإعداد والخبث المعروف به من يلجؤون لإرهاب الخصم أوالعدو، ما دامت ميليشيات زاهر الخائب وأذناب آل مبارك، خصوصا هذا العلاء الساقط الذي حرص على تجميع كافة الوسائل اللاأخلاقية واللارياضية قصد مرور زفاف شقيقة جمال الذي كان يمني النفس بالتتويج بالموازاة مع تأهل منتخب مصر إلى المونديال، بأن يصبح جمالا ثانيا لجمهورية مصر العربية كما أصبح جمال عبد الناصر بطل ثورة يوليو في خمسينات القرن الماضي، قامت بالهجوم على حافلة فريقنا الوطني في طريقه من المطار إلى الفندق على مسافة لا تزيد عن نصف كلم، وهو ما لم يحدث في أدغال إفريقيا في بلدان تعرف بفقدان الأمن وضعف وسائل التحكم في النظام العام، وفوق ذلك انعدام الأمان بسبب الحروب الأهلية، بالإضافة على هشاشة السلم•• فما تعرض له المنتخب الجزائري لم يقع في لاغوس سنة 1891 رغم صعوبة المهمة نتيجة الأوضاع العامة لنيجيريا في تلك الفترة، وأهمية المقابلة بين الجزائر ونيجيريا آنذاك، والتي على إثرها تحدد من تأهل إلى مونديال إسبانيا صائفة 2891، وكان بالطبع منتخبنا الجزائري بقيادة الراحل الروسي روغوف بمساعدة محمد معوش، ولم يتكرر طيلة سفريات النخبة الوطنية إلى بلدان إفريقية كانت غير مستقرة، بل أكثر من ذلك كانت تعتبر بالخطورة بمكان على حياة رياضيينا• فأن يصل الأمر إلى مهاجمة لاعبين جاؤوا للعب مباراة في كرة القدم بهدف إرهابهم لم يسبق أن حدث للجزائريين على مسافات بآلاف الكلومترات في إفريقيا السمراء، وبالضبط في بلدان مصنفة بين البلدان الخطيرة في العالم بسبب الحروب الأهلية وانتشار الميليشات وعصابات الحرب، حتى أنه كان بالإمكان تبرير اعتداء من هذا القبيل بل أشرس منه مثلا في ليبيريا عند تنقل منتخبنا الوطني لملاقاة فريقها الوطني منذ ثلاثة أعوام، والكل يعلم مدى هشاشة السلم الأهلي بهذه الدولة التي كانت من مخلفات الحرب الأهلية ويتم في النهاية تبرير ما حدث بالأوضاع غير المستقرة نتيجة لآثار الحرب، ولكن لم يلجأ الأفارقة هؤلاء لمثل هذه الممارسات الخسيسة، كما يسميها الأشقاء أهل الحضارة والنبوغ، ونحن لا نزايد على أحفاد الفراعنة بل ننقل فقط الحقيقة كما برزت للعالم بالقاهرة عشية يوم الخميس 21 نوفمبر المنصرم• واليوم يخرج علينا بعض المصريين الذين كانوا ضمن الوفد الذي استقبل الوفد الأنغولي الذي قام بزيارة القاهرة يوم الخميس الماضي، ليتحدث عن طلب الوفد الأنغولي معلومات عن ما يعرفه ''المصاروة'' عن الجمهور الجزائري الذي تنقل إلى القاهرة لتشجيع منتخبهم الوطني، ولست أدري ماذا يعجب المصريون في الإستمرار في الكذب بهذه الصورة المقيتة وتسفيه المتابع الرياضي• فكم تنقل من الجزائريين إلى القاهرة لمتابعة مباراة منتخبهم، وماذا جرى لهم وكيف عاملتهم سلطات أم الدنيا ومهد الحضارة، وكيف تفرج عليهم رجال الأمن الذين لا يترددون في إلحاق أبلغ الأذى بالبؤساء في مصر بإيعاز من سرايا قصر آل مبارك وهم يتعرضون لأبشع الإعتداءات من طرف جمهور حقود، مشحون، هائج، ومعد سلفا بلوغ ما أرادته سلطات آل مبارك، لإنجاح مشروع توريث الحكم لجمال• لقد كان عدد الجماهير الجزائرية التي تنقلت إلى القاهرة يوم الرابع عشر نوفمبر الماضي، في حدود ألف ونصف الألف لا أكثر، عانت من شتى أنواع المضايقات لدرجة أنها حرمت من الأكل والماء طيلة عشرين ساعة داخل استاد القاهرة باعتراف الناجين من الجماهير الجزائرية، حيث صرح الجميع أن دخولهم إلى المدرجات تم على الساعة التاسعة بعد مرورهم على خمسين حاجز أمني، أين تعرضوا لعمليات تفتيش مهينة وصلت حد حرمانهم من إدخال السجائر ولسان حال من ذهب لتشجيع الفريق الوطني من الجزائر، يقول انظروا نحن أمام قوات الجيش الإسرائيلي التي تهين إخواننا بفلسطين على مدار ساعات اليوم بالأراضي المحتلة، ثم خروجهم بعد منتصف الليل بساعتين عقب انتهاء المقابلة• تم تجدد مسلسل الإعتداءات من طرف البؤساء المصريين الذين تم الضحك عليهم من قبل صناع حكايات المواطنة المهدورة وحب الوطن، الشعار الذي يرمز الى جسر العبور لجمال مبارك نحو رئاسة مصر جمال عبد الناصر، دون نسيان ما تعرض له ضحايا البلطجية المصرية، من طلبة بالخصوص، على اعتداءات وحصار وحرمان وإهانات، أمام البوليس المصري الذي عجز بقرار رئاسي صادر عن البلطجي علاء عن ضمان الحماية للجالية الجزائرية• أما الشيء الذي يحير حقا فهو استغفال المصريين المستمر للرأي العام العربي والإفريقي على السواء، وهو ما تدل عليه تصريحات المجتمعين بالوفد الأنغولي أوالبعض منهم إنصافا للحقيقة، ولو أن نوايا الجميع تدوس على الأخلاق الرياضية بشكل عام لأن طبيعة المصريين عموما هي كالأهرامات الصماء التي يتباهون بها دائما ، لا تسمع، لا ترى، لا••• إن الأنغوليين طلبوا تزويدهم بمواصفات الجماهير الجزائرية، علما أن جماهيرنا كانت محاصرة بالقاهرة بشهادة العالم قاطبة، وهو ما أشارت إليه كافة وسائل الإعلام الدولية سواء الرياضية المختصة أو حتى الإخبارية التي تهتم فقط بالأخبار السياسية منذ الهجوم الإرهابي على موكب الوفد الجزائريبالقاهرة، يوم الثاني عشر نوفمبر• ترى هل كان الوفد الأنغولي الذي قدم إلى القاهرة للتعرف على ما يتطلبه تنظيم دورة لكأس إفريقيا للأمم من مستلزمات تنظيمية ملزما بالخوض في أمور هامشية• يقول المنطق إن السودان كانت هي الوجهة الصحيحة لمطلب الأنغوليين على خلفية ما يدعي أهل الحضارة أنه بلطجية جزائرية غير مسبوقة، في الوقت الذي يؤكد المسؤولون السودانيون، وبالتحديد الجهات الأمنية التي أشرفت على المباراة الفاصلة بالخرطوم، أن الأوضاع كانت عادية ولم يقع ما يجري تضخيمه من طرف المستدرجين لإنقاد مشروع توريث الحكم للجمال الحزين• ليس مقنعا ما تقولونه يا أحفاد الفراعنة، والأجمل لكم إخراج مسرحي آخر لعلكم توفقون في تغيير الواقع•• وقديما قال الحوزي الشاعر اللبناني: إذا رماك خساس القوم عن سفه فول ظهرك ما قالوا ولا تجب فالليث يدخر للأنداد مخلبه ويكتفي لذباب الغاب بالذنب مع احترامي لكل الشرفاء المصريين رشيد بورقبة إعلام / سعيدة / الجزائر ه