اعتبرت أمس الناطقة الرسمية للحركة الاشتراكية الحرة الإسبانية، ليتيسيا أوريان، الترخيص بدخول أمينتو حيدر إلى الأراضي الإسبانية دون تأشيرة أو جواز سفر ''كيلا بمكيالين'' مقارنة مع ما يطبق ضد المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين، في حين فسّر البعض الآخر هذا الأجراء غير المبرر بكونه لا يعدو أن يكون تواطؤا مع السلطات المغربية لإنقاذها من ورطة دبلوماسية وحقوقية كبيرة• وأكدت ممثلة الحركة الاشتراكية، في تصريح ل''الفجر'' بمدريد، أن قوانين الهجرة التي تصدرها حكومة مدريد متشددة وغير عادلة ولا تراعي الجانب الإنساني، عكس ما يتداول عبر الخطابات السياسية، واصفة إقدام حكومة ثاباتيرو على طرد المهاجرين من الحدود وفي عرض البحر بالجريمة• وقالت ليتيسيا أوريان في شرحها لهذه النظرة، إن المهاجرين السريين، أو ما يسمى بالحرافة القادمين من الجزائر، ومن باقي بلدان شمال إفريقيا، يغامرون بحياتهم من أجل العيش الكريم أو هروبا من الحروب، لذا فعلى الحكومات الأوروبية أن تتعامل معهم بإنسانية قبل كل شيء، مشيرة في السياق ذاته إلى المغامرة الخطيرة التي يراهنون عليها للوصول إلى السواحل الإسبانية• وردت الناطقة الإسبانية للحركة الاشتراكية الحرة على سؤال ''الفجر'' حول مدى قدرة القوانين التي تصدرها حكومة ثاباتيرو على إيقاف تدفق الحرافة نحو إسبانيا، قائلة ''الحكومة الإسبانية متشددة بالمقارنة مع الدول الأوروبية''، ولكنها لن توقف الهاجس، وأن ما يعتقده البعض أن ذلك يساهم في حماية المملكة الإسبانية مثلما يحاول ثاباتيرو الترويج له غير صحيح، والأصح أن الحكومة الإسبانية تتهرب من ضغط الشارع الاسباني، خاصة في الملفين الأمني والاقتصادي، بإصدار قوانين تضيق على المهاجرين السريين والشرعيين• وأضافت المتحدثة من أمام مبنى الخارجية الاسبانية بمدريد في تصريحها ل''الفجر''، أن الهجرية السرية هاجس لا يمكن توقيفه، ومأساة يجب التعامل معها ومعالجتها بدون مزايدات أو ابتزاز، موضحة أن السلطات الإسبانية تكيل يمكيالين إزاء المهاجرين، فمن جهة تطالب المهاجرين بوثائق إقامة شرعية وتطرد السريين منهم وتضع آخرين في مراكز الاحتجاز في وضع يشابه معتقل غوانتانامو، وفي ظروف مأسوية وعنصرية، وبالمقابل تدعو المناضلة الصحراوية إلى الإقامة فوق الأراضي الاسبانية بعد أن دخلتها دون وثائق، متسائلة أليس هذا تناقضا وتمييزا على حساب المهاجرين؟ وأشارت المتحدثة الاسبانية، إلى أن مدريد تستعمل ورقة الهجرة لقضاء مصالح في الداخل وتخفيف الاستياء الشعبي من انعكاسات الأزمة الاقتصادية التي أفرزت 4 ملايين بطال إسباني، وفي الخارج مع المغرب الذي يملك أكبر جالية مغاربية في إسبانيا•