معَ اغترابٍ، دام لسنواتٍ •• هاج الشوقُ إليكِ يا جزائر فقررتُ أن أنثرَ لكِ من مكنونِ الفؤادِ بعض حروفٍ تحكي مشاعري •• لا أزالُ أحملُ لكِ قلباً هو بالشوقِ يخفقُ، وروحاً هي بالحنينِ تُحلِّقُ •• وكثيراً من همومِ الحياةِ• كم ساءني أن تطاولَ عليكِ من القومِ الأوغادُ •• يا قارئي، أنتَ رفيقي •• ذَرني أرسمُ لكَ شيئاً من لهيبِ العاطفةِ، وأسى البعدِ، وتباريحَ الشوق •• قد يَطربكَ بيانٌ أسيفٌ، ويأسركَ شجنٌ صادقٌ من قلم ارتضع لبنَ الوفاءِ لوطنهِ، وارتوى من ماءِ المحبة لبلدهِ زلالاً •• و واهاً، يا زلال المحبة••! يا جزائر •• فأنتِ كالكأسِ الصافيةِ، من الماءِ العذب، التي تسلبُ اللبَّ، وتطرب القلبَ إنّه الودّ بلا ريبٍ، والشوق بلا عيبٍ•• لوطنٍ هو من الأطهارِ، ولشعبٍ هو دون فخرٍ من الأخيارِ •• ولسان الحال يقول : إذا ما ذكرتُ الدارَ فاضتْ مدامعي وصار فؤادي نهبةً لِلهماهمِ حنينًا إلى أرضٍ بها اخضرّ شاربي وحلّتْ بها عني عقود التمائِم ذلك أناَ ومعشوقتي الجزائر •• ''لَكِ يا مَنازِل في القُلوبِ مَنازِلُ'' لا أبالغُ إذا قلتُ : •• هي أرضٌ سُقيتُ من مائها العذب صفاء الروح، وتعلّمتُ من شساعة رحابها قيمة الحرية •• واستنشقت في عزة شعبها •• أن الكبارَ يأبون السقوط، أو الخنوع •• هم كالأشجارِ لا تقلعهم العواصف •• يا قارئي •• مهلاً •• فإنّ لي ما أقول •• إنها همسات الغرباء، وحنين الأوفياء •• وأنا على العهد من الوفاء لكِ يا جزائر• هيهٍ ••! فعلى ثراكِ دراجَ الكبارُ، وعلى ترابكِ سقطوا دفاعاً عنكِ •• وها هم اليوم يتطاول عليهم الأوغاد، وقد أظهروا الذي كانوا يخفونه من الأحقاد ••• فسحقاً لهم إنهم حثالة البشر• أجدُ نفسي أسير أحزانٍ، وخدين أشجانٍ •• عمّ قالوهُ عنكِ يا جزائر• هيهٍ ••! لكِ أن تتيهي فخراً بمن سقطَ في ساحة الوغى من أجلكِ •• سقطوا •• لتحيا العزة، وترتفع الكرامة، وينهَض الشرف، ويرفرف علم النصرِ خفّاقاً، وتُجنى ثمار الحرية رطباً جنيّاً •• والحمد لله قد حصل كل ذلك• تيهي يا جزائر فلكِ في قلوب الرجالِ من العشقِ ما يسقي ظمأ الرمال، ويروي عطاش الشجر، ويظلل الأزهار من وهج الحر• ولأجل هذا، لن نغفرَ لمن تطاول عليكِ •• لا لشيءٍ، سوى أنكِ الجزائر•