عرفت سنة2009، كغيرها من السنوات الماضية حرباً داخل أسوار الدوائر والهيئات الثقافية، بمختلف تخصصاتها، حيث رقّت المسؤولة الأولى على قطاع الثقافة من شاءت، وأزاحت من طريقها من شاءت أيضاً• ولعل أبرز ما أقرته الوزيرة هذه السنة حب البساط التنظيم من تحت أرجل إدارة الصالون الدولي للمعارض سافكس وترسيم معرض الكتاب منحت رئاسة محافظته إلى إسماعيل أمزيان، الذي أقبل في السنة نفسها من رئاسة نقابة ناشري الكتاب• كم قامت المسؤولة الأولى على القطاع، بتنحية مدير المعهد العالي للموسيقى بلعربي عبد الكريم، وتعويضه بمدام بوشبوب• وقامت الوزيرة بترقية المدير العام للأوركسترا السيمفونية الوطنية عبد القادر بوعزارة، إلى محافظ للمهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية• ولعل أغرب قرار اتخذته الوزيرة هذه السنة، هو تعيينها لبديعة ساطور مديرة الثقافة لولاية الجزائر، ذات السوابق القضائية، لمنصب مسيرة بالنيابة لمركز السينماتيك بالجزائر العاصمة، بعد إقالتها لمسيره السابق أحمد بن كاملة• جملة الإقالات هذه لم تكن في قطاع الثقافة فقط، بل مست مبنى مؤسسة التلفزيون الجزائري، حيث قامت إدارة هذا الأخير بإقالة كل من مدير الأخبار، إبراهيم صديقي، ومدير القناة الفضائية الثالثة زكريا شعبان، وتعويضهما بنذير بوقابس على رأس مديرية الأخبار، فيما عين عبد الرحمان خلاص على رأس القناة الثالثة• إن كان خروج الأغلبية من حسابات المشهد الثقافي والفني بالجزائر رغماً عنهم، خلال هذه السنة، فقد اختار البعض منهم الخروج من هذه الحسابات بإرادتهم الشخصية، تماما كما فعل حكيم توسار، الذي اختار أن يستقيل من إدارة الديون الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ''أوندا''، بعد اتهامه من طرف الفيدرالية الوطنية للفنون الغنائية ب''السرقة وأكل أموال الفنانين الجزائريين''، الذي غادر ''أوندا'' دون أن يقدم إلى الجهات المعنية الحصيلة المالية لهذه المؤسسة للسنة الجارية• وزيرة الثقافة سارت أيضا على خطى السنة الفارطة، حين أنهت مهام مدير عام المكتبة الوطنية الدكتور أمين الزاوي، إذ عملت هذه السنة على إنهاء مهام المدير العام بالنيابة للمكتبة الوطنية، أحمد سعدي، الذي أوكلت له مهمة تسيير المكتبة بالنيابة بعد تنحية الزاوي، إثر الأزمة التي أثيرت بعد زيارة الشاعر السوري أدونيس، وجاء قرار تنحيت هذا الأخير بعد فضيحة منحه للرقم التسلسلي للكتاب الذي أثار زوبعة في المشهد الأدبي بالجزائر الموسوم ب''بوطاخين''، الذي تعرض فيه إلى شخص رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة•