لأن البرمجة سارت وفق المخطط الذي كان قد سطره وعدد الحصص التدريبية كان - حسبه - كافيا لتمكين الطاقم الفني من أخذ نظرة شاملة عن كل لاعب وكذا عن المجموعة وإيجاد البدائل• وقال المدرب الوطني في معرض حديثه ''إن اختيار جنوبفرنسا لإقامة التربص كان وفق معايير مدروسة وحديث بعض الخلاطين عن برودة الطقس ما هو سوى مجرد سيناريو مفتعل لا يستند إلى أسس، لأن البرودة ساعدت اللاعبين على التدرب في ظروف ممتازة وبذل جهد ميداني أكبر، بدليل أن مدة كل حصة تدريبية لا تقل عن الساعتين، هذا فضلا عن الجو الأخوي الرائع الذي يبقى سائدا بين اللاعبين، لأن التشكيلة تبقى منسجمة ومتكاملة وتعمل بجدية من أجل هدف واحد وهو السعي لتشريف الألوان الوطنية، من دون أن يتم تسجيل ولو حادثة واحدة تخص الجانب الانضباطي• وكل ما تداولته الصحف لا أساس له من الصحة''• ''نجاح تربصنا لا ينكره إلا جاحد'' ولم يتردّد المدرب سعدان في التأكيد أن التربص الذي أقيم بمركز لوكاستيلي بجنوبفرنسا يبقى أفضل مرحلة إعدادية خاضتها النخبة الجزائرية منذ توليه مهمة تدريب المنتخب قبل سنتين• ليخلص إلى القول بأن العناصر الوطنية على أتم الاستعداد لخوض نهائيات كأس أمم إفريقيا وتأدية مشوار يليق بسمعة الكرة الجزائرية في هذا العرس القاري• ''لم يكن معنا صحفي واحد وكل ما قيل فتنة'' أكد سعدان بأن الحملة الإعلامية التي استهدفته كان سببها الرئيسي إقدامه على غلق الباب في وجه الإعلاميين لمتابعة أخبار المنتخب في هذا التربص، الأمر الذي جعل بعض الصحافيين يسارعون إلى تداول أخبار لا أساس لها رغم أنهم - وكما قال - لم يكن معنا أي صحفي لأننا فضّلنا الانزواء، أما البعثات الصحفية فقد كانت بعيدة كل البعد عن شؤون وأجواء المنتخب، وذلك بالحديث عن سخط اللاعبين عن قضية العلاوات وكذا افتعال قضية البرودة إضافة إلى القضية الأهم وهي محاولة إحداث تكتلات وانقسامات داخل التشكيلة، ولو أن القريب من المعسكر يقف للوهلة الأولى على الأجواء الرائعة السائدة وسط ''الخضر''• ''حرام•••حرام•••حرام'' أما فيما يخص الأخبار التي تداولتها بعض وسائل الإعلام، مطلع الأسبوع الجاري، فهي مجرد زوبعة في فنجان، حيث قال بالحرف الواحد ''حرام عليهم لأنهم يريدون تحطيم العمل الذي قمنا به وأنني أبقى رجل الإطفاء للكرة الجزائرية ولن أستقيل من منصبي إلا بعد تأدية مهمتي وعقب المونديال سأترك لهم المشعل''•• ''يريدون إعادة سيناريو ''1981 أعادت هذه الزوبعة ذاكرة سعدان إلى سيناريو 1981 حين دُفع رفقة المدرب الروسي روغوف ومعوش للاستقالة قبل انطلاق كأس إفريقيا، التي كانت مقررة بليبيا عام ,1982 ''لكنني -يقول الشيخ سعدان- حفظت الدرس جيدا ولن أخضع لأية ضغوطات هامشية، كوني أضع مصلحة المنتخب فوق كل اعتبار، وأنا كلفت بمهمة لا بد أن أقوم بها، لذا فإنني سأواصل قيادة ''الخضر'' إلى غاية مونديال جنوب إفريقيا، وبعد هذا الموعد العالمي سأستقيل بصفة أوتوماتيكية، وأترك المجال لمن ينصبون أنفسهم في خانة القادرين على إعطاء دفع آخر للمنتخب الوطني وذلك بالتنسيق مع بعض الإعلاميين الذين يحاولون ضرب استقرار النخبة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة• وما لم أتقبله هو أن الإقدام على وصفي بالفاشل يأتي بعد أقل من شهرين من نجاحي في قيادة المنتخب إلى التأهل إلى المونديال في حلم كان بمثابة معجزة، فهل من المنطقي أن يوصف من يصنع إنجازا تاريخيا بالتقني الفاشل؟''• ''لن أستقيل وسأقود الخضر في المونديال'' من جهة أخرى، استعاد سعدان ذكريات الماضي، خاصة قضية انسحابه من الطاقم الفني قبل مونديال إسبانيا وكذا المغامرة التي كانت له مع ''الخضر'' في عام 1998 عند بقاء منصب المدرب الوطني شاغرا، فوافق على قيادة التشكيلة في مقابلة ليبيريا وعاد بنقطة التعادل التي مكّنت الكرة الجزائرية من ضمان التأهل إلى ''الكان''• ليخلص إلى القول بأنه قدّم الكثير للكرة الجزائرية، وأنه مطالب باحترام العقد الذي يربطه بالفاف وبالتالي مواصلة قيادة ''الخضر'' في مونديال جنوب إفريقيا مهما كانت الضغوطات المفروضة عليه ''وتكفيني ثقة مسؤولي الفاف وكذا اللاعبين وحتى ملايين الأنصار الأوفياء الذين لا ينكرون الجميل للبقاء في منصبي إلى غاية آخر يوم من مدة العقد، ومستقبلي ليس مربوطا بنتائج المنتخب في العرس الكروي العالمي، لأنني مستقيل مهما كانت الظروف، وما على أصحاب الأقلام المأجورة من ''الخلاطين'' إلا تحمّل العواقب، وتنصيب من يروه أنسب لقيادة التشكيلة الوطنية''• ''بطاريات اللاعبين مشحونة عن آخرها'' وفي حديثه بخصوص الحالة الصحية للاعبين، لم يتوان الناخب الوطني في التأكيد على أن التحضيرات خلال تربص فرنسا كانت في المستوى المطلوب، وأن مدة الحصة التدريبية الواحدة لم تقل عن ال 120 دقيقة وهو رقم دفع بسعدان إلى الجزم على أن منافسي ''الخضر'' في ''الكان'' والذين قاموا بمعسكرات إعدادية متوسطة وطويلة المدى لم يقوموا بنفس العمل الميداني الجاد، الأمر الذي جعله يؤكد جاهزية التشكيلة الوطنية لخوض المنافسة القارية وتأدية مشوار إيجابي يليق بالمكانة المرموقة التي بلغتها الكرة الجزائرية في ظرف قياسي• ''مغني حالته ليست أسوأ مما كنا نتوقع'' أوضح في هذا الشأن بأن مراد مغني كان قد عاد إلى الجزائر في منتصف التربص، وخضع لفحوصات مدققة بيّنت بأن الإصابة التي يعاني منها ليست خطيرة إلى الدرجة التي كان يتصورها، وبالتالي فقد تقرر إخضاعه لبرنامج علاج خاص وعاد إلى أجواء التدريبات على انفراد في انتظار اندماجه في المجموعة• ''صايفي تماثل للشفاء نهائيا'' كما أكد الناخب الوطني تعرض رفيق صايفي لوعكة صحية إثر حمى شديدة أجبرت الطاقم الطبي إلى إرغامه على عدم مغادرة الغرفة والاكتفاء بتدريبات خفيفة داخل القاعة• ومع ذلك، أكد الناخب الوطني بأن هذا الثنائي جاهز للمشاركة في ''الكان''، لأن المنافسة وعلى حد تأكيده تمتد على مدار ثلاثة أسابيع، واللاعبون المعنيون سيستعيدون إمكانياتهم البدنية تدريجيا• ''لا خوف على عنتر'' أما بالنسبة للمدافع عنتر يحيى، الذي تحصل على تقرير إيجابي من مركز الفحوصات الطبية التابع للفيفا، وعودته إلى التدريبات - على حد قول سعدان - ستكون بصفة تدريجية• ''جاهزون للكان'' كما أكد سعدان في سياق متصل بأن تعداد المنتخب يضم 23 لاعبا، كشف التربص جاهزيتهم بنفس المستوى لخوض فعاليات العرس الكروي القاري، مما يعني -حسبه - توفر الكثير من البدائل في كل المناصب، وأن الطاقم الفني لن يجد أية صعوبة في ضبط التشكيلة الأساسية لكل مباراة، لأن هذا المعسكر أكدأن المجموعة منسجمة ومتكاملة، وأي عنصر ضمن التشكيلة باستطاعته التواجد كأساسي دون أي مركب نقص، لأن التركيز كان على العمل الجماعي لتحضير مجموعة كاملة وليس التشكيلة الأساسية فقط• ''العلاوات آخر شيء نفكر فيه'' كما كشف شيخ المدربين أن اللاعبين لا يفكرون إلا في ''الكان'' بدليل أن اجتماعهم برئيس الفاف لمناقشة قضية العلاوات لم يدم سوى 30 دقيقة، فإنه أوضح بالمقابل بأن الطاقم الفني عمد في اليومين الأخيرين إلى التركيز على الجانبين التقني والتكتيكي، وذلك لوضع آخر الروتوشات على البرنامج الإعدادي• ''نراهن على حسم التأهل قبل ملاقاة البلد المنظم'' يعكف ''الخضر'' على معاينة المنافس الأول في الموعد القاري منتخب مالاوي، لأن المقابلة الأولى تكتسي أهمية بالغة وقد تم التركيز على هذا الجانب بمتابعة بعض أشرطة الفيديو الخاصة بالمباريات التصفوية وكذا اللقاءات الودية التي خاضها المالاويون منذ شهر جوان إلى حد الآن• كما أن سعدان طلب تسجيلات لكل المقابلات الإعدادية التي أجراها منتخب مالي في دورة الصداقة بقطر، وكذا المواجهة الأخيرة ضد المنتخب المصري، بينما يبقى منتخب أنغولا بمثابة استثناء في هذه الدورة، كونه سيلعب أمام جماهيره• وعليه، فإن سعدان يراهن على اللقاءين الأولين للحسم في أمر التأهل إلى الدور الثاني، ولو أن الناخب الوطني جدد التأكيد بأنه لم يحدد أي هدف في هذه المنافسة، وأن المسعى يتمثل في السعي للذهاب إلى أبعد محطة ممكنة، مع تسيير المنافسة مباراة بمباراة، وذلك بنية التحضير من الآن لنهائيات كأس العالم• ''هذا هو أنجح تربص لي مع الخضر'' أثنى سعدان كثيرا على التربص الأخير للخضر، إلى درجة أنه يعتبره الأنجح منذ توليه تدريب المنتخب الوطني قبل سنتين•• شيخ المدربين أشار في نفس الصدد بأنه كان المستهدف الأول من الحملة الإعلامية الشرسة وأكد بأن الوصول إلى حد وصفه بالتقني الفاشل والذي يخشى المغامرة أثر كثيرا على روحه النفسية والمعنوية ليرد قائلا ''حسبي الله ونعم الوكيل، حرام عليهم أن ينتقدوني في هذا الظرف بالذات''• باسم زغدي