اقتطع المنتخب الوطني بجدارة مكانته في المربع الذهبي لكأس أمم إفريقيا، سهرة الأمس على حساب نظيره الإيفواري، في مباراة نهائي قبل الأوان، بعدما فاز عليه بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين، بملعب شيازي بكابيندا، في مباراة مثيرة وممتازة، برهن فيها الخضر أنهم فريق من طينة الكبار في مباراة مثيرة بين أفناك الصحراء وفيلة كوت ديفوار الخضر يبدعون، يتألقون·· ويقتطعون تأشيرة التأهل إلى المربع الذهبي لكأس أمم إفريقيا ، ووصولهم لهذا الإنجاز، لم يأت بفعل فاعل، وإنما بفعل إرادة وعزيمة شبان أصروا على استرجاع مجد كرة الجزائر إلى الواجهة ليس إلا، وإسعاد 35 مليون جزائري، كلهم ساندوهم طوال 120 دقيقة بمجرد مرور دقيقتين من زمن الوقت الإضافي الأول، تمكن البديل بوعزة من تسجيل الهدف الثالث للمنتخب الوطني، بعد استقباله لفتحة ذكية من زياني على الجهة اليسرى، قبل أن يمنح الحارس شاوشي ثقة إضافية لرفقائه، عندما تصدى لقذفة اللاعب ديديي دروغبا، ليستعيد الخضر سيطرتهم على أطوار اللقاء، حيث شهدنا توالي الفرص أمام لاعبي المنتخب الوطني، لكل من غزال في الدقيقتين 105 و106، ثم أخرى للبديل عبدون في الدقيقة 109، بعد تلقيه لكرة على طبق من مطمور، إلا أن التعب أثر على رفقاء بوفرة، الذين عادوا إلى الوراء، وهو ما فتح المجال، للإيفواريين، الذين حاولوا تعديل النتيجة، لكن دون جدوى وسط استماتة كبيرة عند المحاربين الجزائريين· في شوط ثاني مثير، تداولت فيه الفرص، بداية بمحاولة مطمور في الدقيقة ال,46 عندما خطف كرة من المدافع، وانفرد بالحارس باري، إلا أن قذفته اصطدمت بأحد المدافعين، ليرد عليه الثنائي الإيفواري دروغبا وكالو بهجمة معاكسة، وجدت منصوري بالمرصاد، لتتبعها فرصة أخرى من مطمور في الدقيقة ,54 بعد تلقيه فتحة دقيقة من مغني، لكن كرته مرت فوق المرمى، ثم كالو يعيد الكرة، يراوغ بوفرة ويسدد، وتمر كرته قريبة من القائم الأيسر للحارس شاوشي، الذي صد تسديدة زاكورا في الدقيقة 62، قبل أن يخفق دروغبا في تسجيل الهدف الثاني، بعدما تجاوزته الكرة، ليأتي رد الفعل من قبل مطمور رجل المباراة الذي ضيع فرصة تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 68، عقب انفراده بالحارس مرة أخرى، لتتولى الفرص من الجانبين، إلى حين تمكن اللاعب عبد القادر كايتا من مضاعفة النتيجة قبل دقيقة واحدة من اللقاء بقذفة صاروخية من بعيد، لكن فرحة الفيلة لم تدم سوى دقيقتين، حيث تمكن الماجيك من تعديل النتيجة في الدقيقة .92 وفي زمن الشوط الأول، دخل المنتخب الإيفواري بعزيمة محاولا التسجيل منذ البداية، وكان له ذلك بفضل هدف مفاجئ في الدقيقة الرابعة وقعه المهاجم سالمون كالو لاعب نادي تشيلسي الإنجليزي، حيث انتهز هفوة في دفاع المنتخب، الذي اعتقد أن هناك تسللا، مسجلا هدف التقدم لرفقاء دروغبا، ومن حسن حظ الخضر أن هذا الهدف لم يؤثر على معنوياتهم، رغم محاولة سياكي تيني في الدقيقة العاشرة، عندما قام بالتسديد من خارج منطقة ال18 مترا، ليرد عليه المدافع عنتر يحيى، الذي سبق الجميع ووجه كرة بالعقب، مرت بجانب الإطار بعد استقباله لركنية دقيقة من زياني، وهو الشيء الذي زاد من إرادة العناصر الوطنية، التي واجهت ضغط الإيفواريين، وصنعت مزيدا من المحاولات بواسطة الظهير الأيسر نذير بلحاج في مناسبتين، إلا أن حارس كوت ديفوار بوبكر باري كان في المكان المناسب، لتأتي الدقيقة الأربعون، حيث تمكن مطمور من تحرير الخضر وتعديل النتيجة، بطريقة رائعة، إثر مراوغة ناجحة للإيفواري تيوتي، قبل أن يسدد بقوة، ويهز شباك الحارس باري· وقد سجلنا رد فعل قويا من أبناء المدرب الصربي خليلوزيتش، من المهاجم دروغبا، إلا أن خروج الحارس شاوشي كان موفقا، وأبطل المحاولة، لتنهي المرحلة الأولى بمحاولة أخيرة من مهاجم نادي سيينا الإيطالي غزال، الذي قذف من داخل منطقة العمليات، وكرته تمر بعيدة عن الإطار الأيمن للحارس الإيفواري· أصداء أصداء أصداء وصل المنتخب الوطني إلى ملعب كابيندا قبل ساعة من بداية من المباراة وسبقه بربع ساعة الإيفواريون الذين يبدو أنهم فضلوا المجيء مبكرا حتى يكسبوا أكثر ثقة· أخذ الأنصار الجزائريون الذين حضروا مباراة أمس حصتهم من التذاكر حيث حرص رئيس الاتحادية الجزائرية محمد روراوة على توفيرها لهم ليدخلوا الملعب بكل راحة· شهد ملعب كابيندا حضورا مكثفا لأنصار أنغولا الذين حضروا لمشاهدة مباراة فريقهم أمام غانا على الشاشة العملاقة التي نصبت وبعدها لمناصرة منشطي ربع النهائي الثاني· أرضية ملعب كابيندا التي قيل إنها كانت صلبة في البداية ظهر أنها زلجة بفعل التساقط المستمر للأمطار على المدينة منذ أمس الأول ما تسبب في التأثير عليها حتى وصفها البعض بالصعبة·