قلب المنتخب الوطني كل التوقعات وأزاح المنتخب الإيفواري من سباق الدور الربع نهائي من نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2010 وتأهل للمربع الأخير بعد 20 سنة كاملة بعد أن فاز عليه بثلاثة أهداف لهدفين بعد الوقت الإضافي عقب مباراة بطولية ومجنونة ومثيرة وفوز مستحق ولا غبار عنه في خرجة شدت قلوب الملايين من الجزائريين على ملعب شيازي لكابيندا »مدينة الموت« وأثبت الخضر الذين لم يدخلوا جيدا موعد أنغولا أنهم باتوا يحسب لهم ألف حساب وصاروا أبرز المرشحين للفوز بالتاج القاري بعدما أقصوا المرشح الأول للفوز بلقب أنغولا الإفريقي »فيلة« كوت ديفوار. وشهد الشوط الأول بداية حذرة من الجانبين سيما من قبل الخضر الذين تلقوا هدفا مبكرا عن في الدقيقة ال4 عن طريق المهاجم الإيفواري سالومون كالو بعد خطأ فادح من الدفاع الجزائري والذي ظن مهاجم تشلسي متسللا حين سدد كرة أرضية لم يتمكن شاوشي من صدها. هذا الهدف المبكر أخلط أوراق وتركيز رفقاء مراد مغني الذين تاهوا فوق أرضية الميدان بعدما أستحوذ »الفيلة« على مجريات اللعب لكن سرعان ما عاد أشبال راح سعدان بقوة في »المعركة« حيث توالت المحاولات الجزائرية بعدما تحرك بلحاج من الجهة اليسرى حيث ضيع مطمور هدفا محققا في الدقيقة ال 31 قبل أن يفجر نفس اللاعب ملعب كابيندا حين وقع إصابة التعادل بتسديدة من على خط منطقة العمليات لم يحرك لها الحارس الإيفواري باري، قبل أن ينقذ شاوشي مرماه من هدف ثان بعد كرة دروغبا لكن »أسد برج منايل« كان له بالمرصاد قبل أن يعلن الحكم السيشيلي ماييه عن نهاية المرحلة الأولى. ال45 دقيقة الأخيرة كانت مثيرة وساخنة حيث تحرك هجوم الخضر مرة أخرى وتوالت محاولات مطمور في الدقيقة ال 53 و منصوري في الدقيقة ال56 ، قبل أن يرد الفيلة بقوة عن طريق كالو الذي فوت على منتخبه فرصة الهدف الثاني بعد خطأ فادح من بوقرة. الخضر لم يستسلموا ووقفوا الند للند أمام المرشح الأول للتتويج المنتخب الإيفواري وأهدر جيرفينيو فرصة سانحة لتوقيع الإصابة الثانية حين خرج وجها لوجه مع الحارس شاوشي لكن كرته لحسن الحظ توجهت للمدرجات، لتعرف المواجهة نهاية »سوسبانسية« على طريقة المخرج البريطاني هيشكوك حين سجل البديل عبد القادر كايتا الهدف الثاني للفيلة بعد تسديده لصاروخية قوية من على بعد 25 متر باغت بها شاوشي في الدقيقة ال89 وظن الجميع أنه الضربة القاضية لكن »الماجيك« بوقرة لم يقل كلمته الأخيرة ورد بضربة رأسية رائعة على طريقة الكبار بعد فتحة زياني من تعديل الكفة في الوقت القاتل من الشوط الثاني. ليحتكم الفريقان للوقت الإضافي وكانت فيه البداية صاروخية مثيرة للخضر حين أمضى البديل بوعزة الهدف الثالث برأسية محكمة بعد كرة على طبق من زياني مرة أخرى في الدقيقة ال93 ، رد عليه دروغبا 5 دقائق بعد ذلك بتسديدة قوية تصدى لها شاوشي ببراعة كبيرة ، الربع ساعة الإضافي الثاني سيره رفقاء البديل عبدون بذكاء وبإرادة كبيرتين وكان بإمكان رفقاء غزال تعميق الفارق أمام انهيار معنويات زملاء يايا توريه قبل أن يعلن الحكم أيديه عن نهاية المواجهة بتأهل مستحق للخضر وسط فرحة عارمة في مدرجان ملعب كابيندا وفي كرسي احتياط لمنتخب الوطني فيما لم يصدق الايفواريون ما حدث و سيكون يوم 24 جانفي كابوسا حقيقيا لهم.