عالجت، أمس، محكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة ملف مغربيين اثنين متابعين بجناية الإشادة وتشجيع الأعمال الإرهابية، حاولا الالتحاق بما يمسى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، زاعمين اقتناعهما بفكرة الجهاد في الجزائر، وقد تم العثور بحوزتهما على هاتفين نقالين وأجندة بها رموز مشفرة كانا يستعملانها للاتصال بعناصر الجماعات الإرهاية الناشطة ببلدهما، وكذا بوصلة. والتحق كل من ”ش. عبد الغني” و”ل. صلاح الدين” المتهمين في قضية الحال بالجزائر بطريقة غير شرعية، بغرض الانتماء إلى الجماعات الإرهابية، إلا أن مصالح الأمن ألقت القبض عليهما يوم 20 أوت 2008 وعثرت بحوزتهما على هاتف نقال بدون شريحة وأجندة خاصة بها رموز مشفرة كانا يستعملانها في المغرب الأقصى كطريقة للحيلولة دون اكتشاف المصالح المختصة لاتصالاتهما بأفراد الجماعات الإرهابية الناشطة في بلدهما، إضافة إلى بوصلة تساعدهما في التنقل. وكان المتهمان حسب ملفهما القضائي يترددان على أحد المساجد بمدينة سالة بالمغرب الأقصى ويحضران حلقات يدور الحديث فيها عن القتال بأفغانستان وفلسطين، وقد تشبعا بفكرة الجهاد بالجزائر، فقررا الانضمام إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والنشاط مع أفراده بالجزائر، حيث تعرفا على المناطق التي يتمركز فيها هذا التنظيم الإرهابي فقررا الدخول إلى التراب الجزائري وبحوزتهما مبلغ مالي، واتصلا بأحد الأشخاص ليمكنهم من ذلك بطريقة غير شرعية، واتفقا مع شخص آخر اشترط عليهما مبلغا ماليا يقدر ب4000 دج عن كل واحد منهما ليلبي طلبهما. وتمكن المتهمان من الوصول إلى الجزائر العاصمة، ثم إلى بومرداس، للتقصي عن أماكن تمركز الجماعات الإرهابية المسلحة بكل من بومرداس وتيزي وزو، إلا أنه تم إلقاء القبض عليهما إثر تبليغ إمام أحد المساجد ببجاية عنهما وكانا سألاه عن معاقل الإرهابيين بالمنطقة. وقد أنكر المتهمان أمام هيئة المحكمة التهم المنسوبة إليهما وأكدا أنهما دخلا الجزائر بطريقة غير شرعية ليتمكنا من الحرفة إلى إيطاليا عن طريق عنابة، وهو ما أثار استغراب المحكمة التي أدانتهما بخمس سنوات سجنا نافذا مع دفع غرامة تقدر ب100 ألف دج، بعدما التمس النائب العام في حقهما عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا وغرامة بقيمة 500 ألف دج.