استجابت الإدارة العامة الفرنسية لمركب أرسيلور ميطال لمطالب النقابة المتعلقة برفض خصم تسعة أيام من رواتب العمال، على خلفية الإضراب الذي قاموا بشنه الشهر المنصرم، لتكتفي باقتطاع يوم واحد فقط من أجر 7200 عامل لتعويض جزء من الخسائر المالية المسجلة بسبب الإضراب، بعدما كانت قد أعلنت خصم كامل أيام الإضراب التسعة. وجاءت استجابة الإدارة الفرنسية لمطالب نقابة المركب بعد إعلان الأمين العام لهذه الأخيرة، الدخول في إضراب مفتوح على الطعام بمقر الإدارة الفرنسية، تنديدا بممارساتها الرامية لمعاقبة العمال وتحذيرهم في نفس الوقت من مغبة تكرار الإضراب لاحقا، غير أن الإدارة لم تجد سوى التراجع على قراراتها، حلا لوقف التشنج بينها وبين النقابة، مخافة تحوله إلى تصادم قد ينجر عنه غضب عمالي عارم. من جانب آخر، وسعيا للحفاظ على ولاء عمال المركب، تكفلت لجنة المساهمة بتعويض أجر اليوم الذي ستقتطعه الإدارة الفرنسية من أموال اشتراكات العمال، حيث تكفلت بصبه في حساب العمال. وفي اتصال ل“الفجر“ بالأمين العام للنقابة اسماعيل قوادرية، قال إن الإدارة العامة الفرنسية كانت تهدف، من وراء إجراء اقتطاع تسعة أيام كاملة من أجر العمال، تخويفهم وإحداث فجوة بين النقابة وبينهم، غير أن ذلك لم يكن، حسبه، في متناولهم، خاصة بعد عزم البقاء بمبنى الإدارة العامة الفرنسية دون تناول للطعام، ما دفعهم للتراجع عن قراراتهم مخافة توسع دائرة الاحتجاج. تجدر الإشارة إلى أن مسائل تخص تسوية أجور عمال المناصب الصعبة والخطيرة لازالت عالقة، وستباشر النقابة اجتماعات مع الشريك الفرنسي لتسويتها والنظر فيها قريبا، إلى جانب مناقشة مسألة الهياكل القاعدية للمركب.