كشفت بعض الصحف المصرية، أن معرض القاهرة الدولي للكتاب، وفي الأيام الأولى من افتتاحه، تأثر كثيرا بغياب الزبون الجزائري؛ وذكرت أن مبيعات الكتب العلمية، التي كانت المطلب الأول للناشرين والمستوردين، تعاني كسادا كبيرا على رفوف دور النشر المشاركة في المعرض وأرجعت دور النشر المصرية التي استطلعت رأيها هذه الصحف، سبب عدم إقبال الزبون المصري على هذه الكتب، لغلائها الكبير. وهنا يطرح تساؤل كبير حول شراء دور النشر الجزائرية لهذه الكتب بأسعار ترضي دور النشر المصرية التي افتقدت البقرة الحلوب الجزائرية في هذه الطبعة، والتي كانت تستورد هذه الكتب العلمية في كل طبعة بأسعار باهظة؛ لتعيد بيعها في الجزائر بأسعار أكبر، تؤرق الطلبة والباحثين، خاصة وأن جلّ هذه المطبوعات تخصهم بالدرجة الأولى. تساؤل آخر قد لا نجد له إجابة، وهو لماذا تستورد دور النشر الجزائرية كتبا علمية لطلبتها، من تأليف ونشر مصريين لا نعرف حتى مصداقيتهم وانتماءاتهم، في الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة الجزائرية على تخصيص ميزانية مفتوحة للبحث العلمي بشهادة الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي، سعاد جاب الله، في تصريح سابق لها ل“الفجر“. ويأتي هذا الإعتراف المصري تأكيدا لما نشرته “الفجر“ في عددها السابق حول ما تعلق باستغلال أحد مستوردي الكتب الجزائريين، غياب الناشرين الجزائريين عن المشاركة في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في طبعته هذه، للاستحواذ على أغلب صفقات استيراد الكتب المصرية، بعد إعلان الناشرين والمستوردين الجزائريين مقاطعتهم التامة لفعاليات هذه الطبعة، على خلفية ما تعرضت له الجزائر من إهانات وسب لرموزها ودعوة عدة مؤسسات مصرية لمقاطعة كل ما هو جزائري، بعد خسارة الفراعنة للتأهل لمونديال جنوب إفريقيا 2010 على يد “الخضر“. وعلى شاكلة هذا المستورد “الخائن“ الذي أثار بتصرفه هذا ردود أفعال كبيرة في الوسط الثقافي الجزائري، قد يكون باقي مستوردي هذه الكتب، الذين لا همّ لهم سوى مصالحهم الشخصية - وفي ظل غياب رقابة لاستيراد هذه الكتب - فبدل طبع ونشر الكتب العلمية التي يؤلفها باحثون جزائريون وفي كل المجالات وثقلت بهم رفوف جامعاتنا، يقوم هؤلاء باستيرادها من مصر، بثمن لا يقوى المصري نفسه على شرائها.