ما زالت الحملة المصرية على الجزائر تتواصل، وهذه المرة، ليس على الكرة، وإنما بسبب الغاز، المادة التي تحدث منذ بداية الشتاء أزمة في مصر، بل أزمتها تعود إلى الواجهة كل سنة· مصر قالت إن الجزائر رفضت بيعها غاز البوتان، وإن كانت لم تذكر السبب، إلا أن في الأمر إثارة للرأي العام ضد الجزائر، وربما أيضا محاولة للضغط علينا دوليا، لأن كمية الغاز التي تستوردها مصر من الجزائر تعادل نفس الكمية المصدّرة من مصر إلى إسرائيل، بعبارة أخرى إن مصر وجدت حيلة لتصدير غاز الجزائر إلى إسرائيل مع أخذ هامش للربح، وأيضا ضمان علاقة سياسية متميزة مع إسرائيل وحليفتها أمريكا· لكن الحقيقة، هي أن مصر تعوّدت على أخذ غاز الجزائر دون مقابل، أو بالأحرى تدفع مقابله متى شاءت ولأن العلاقات وصلت إلى مرحلة حرجة، اختارت الجزائر أن تذكر مصر بديونها، فأوقفت ضخ الغاز الذي في النهاية لم يكن يستفيد منه المصري الغلبان الذي يمضي وقته لاهثا على أنبوبة الغاز الذي تستفيد منه إسرائيل، حتى أن الشارع المصري صار ينكّت على أزمة غاز البوتان التي تزداد حدة مع كل شتاء، وصار يضحك على المصريين لفض تجمعاتهم بالنداء فيهم بأنه يتم توزيع أسطوانات الغاز في مكان ما!! هذه الأزمة الجديدة التي تريد مصر افتعالها مع الجزائر بعد أن انطفأت أزمة الكرة وعودة السفيرين، الجزائري والمصري إلى سفارتيهما، ها هو الإعلام والحكومة المصريين يبحثان عن عداوة جديدة مع الجزائر لتوجيه الرأي العام الداخلي وإشغاله بعدو وهمي، الجزائر التي صار المصري يكن لها العداء أكثر من إسرائيل للتغطية على أزمات النظام الداخلية، وعلى الجدار الذي تقوم ببنائه على حدودها مع غزة· ثم ما دام غازنا يذهب بصورة غير مباشرة إلى إسرائيل، فلماذا لا نصدر نحن بأنفسنا غازنا إلى إسرائيل؟ لماذا نترك لمصر فرصة الإثراء على حسابنا، ونعطيها ورقة الوسيط الاقتصادي بيننا وبين إسرائيل!! على الأقل لو أننا من يصدر غازنا إلى إسرائيل، بإمكاننا أن نربطه بشروط سياسية واستراتيجية، ويمكن أن نستعمله ورقة ضغط· فلتنبح كلاب الإعلام كيفما شاءت!!