يبدو أن ”الأشقاء” المصريين اتخذوا قرارا لا رجعة فيه .. قرارا يتخذ من الجزائر عدوهم رقم واحد على الساحة الدولية. فبعد أزمة كرة القدم، التي حسمتها الجزائر بالتأهل إلى المونديال، محدثة بذلك زوبعة لدى الرأي العام المصري، وبلغ تأثيرها حتى على العلاقات على أعلى المستويات بين البلدين وما تلاها من أزمات وتعسف في حق الطلبة الجزائريين في القاهرة، بعد أن نادت الفضائيات المصرية بتصفية كل الجزائريين في القاهرة. ها هو الإعلام المصري يشحذ من جديد سكاكينه لمواصلة الحرب على الجزائر، ويلحقه في هيجانه العدواني على الجزائر، باتهامها بأنها سبب أزمة اسطوانات الغاز التي تعيشها مصر. وإن كانت الحقيقة غير هذا، فأزمة غاز البوتان في مصر ليست حديثة، وقد بدأت وسائل الإعلام المصرية تتحدث عنها في نوفمبر الماضي أيام أزمة الكرة، واشتكى المصريون عبر كل المواقع والصحف بأن الأزمة تتكرر كل سنة، لكن للإعلام والسياسة المصريين منطقهم الخاص، وهو البحث عن عدو وهمي، يعلق عليه النظام المصري خيباته وفشله في علاج مآسي المصريين ”الغلابى” التي لا تعد ولا تحصى. فمن جهة كان الإعلام المصري يطلع علينا كل مرة بابتكارات جديدة، كأن يتساءل عنا من نكون؟ ومن في الدنيا يسمع أصلا بأن هناك بلدا اسمه الجزائر؟ وأننا بلد صحراوي قاحل، ليس لدينا لا تاريخ ولا حضارة ولا جغرافيا! ومن جهة ينسب إلينا اليوم كل من أعطوه ميكروفونا ليتقيأ سمومه، كل أزمات مصر، فهل مصر تعاني فقط من أزمة اسطوانات الغاز؟! فما دمنا لا نساوي شيئا في الكون، وأن مصر أكبر من الجميع وفوق الجميع، فكيف إذن يؤثر فيها هذا البلد ”اللاشيء” إلى هذه الدرجة ويحدث لها أزمة في عز الشتاء، وتصطك أسنان المصريين بردا، لأن الجزائر أوقفت إمدادهم بالغاز! ماذا يقول صاحب ”عزازيل”، يوسف زيدان، الذي قال في ذكرياته الجزائرية، إنه كاد يموت بردا في الجزائر، ولم يعد يتذكر من الجزائر التي أكرمته إلا ليلة برد؟! ماذا عساه يقول اليوم وكل مصر تعاني بردا قارسا ليس سببه وقف إمداد الغاز الجزائري، وإنما لأن بلاده تمد الإسرائيليين بالغاز وتحرم منه أبناءها المصريين!! لا أدري ما الفيلم الذي يحضره الإعلام المصري بعد فيلم الغاز ليزيد العلاقات الجزائرية-المصرية توترا؟ أم أن الأمر سيستمر هكذا إلى أن تنتهي مباريات كأس العالم بجنوب إفريقيا والتي سيغيب عنها الفريق المصري؟ وكل هذه البروباغاندا ضد الجزائر ما هي إلا لإلهاء المصريين، الذين ليس لهم سبب آخر للفرح غير أفراح الكرة، لنسيان هزائمهم وأزماتهم التي لا تنتهي تحت نظام آل سوزان؟!