^ يبدو أن تداعيات الأزمة الجزائرية المصرية لن تتوقف عند حدود الحرب الإعلامية والتشنجات الدبلوماسية والشعبية بين البلدين، والتي أعقبت إقصاء ”الفراعنة” من المشاركة في كأس العالم بأرجل ”الخضر” في مباراة أم درمان مصر تبيع غازها الطبيعي لإسرائيل وتستورد قارورات الغاز من الجزائر حيث دخلت الأزمة مؤخرا رواقا اقتصاديا حساسا، تسبب في خلق مشكلة حقيقية لسكان المحافظات المصرية، بعد امتناع الجزائر عن تزويد الجانب المصري بكميات إضافية من قارورات غاز البوتان، التي تستوردها مصر من الجزائر بنحو نصف مليون طن سنويا. دخلت أزمة نقص قارورات غاز البوتان في مصر أسبوعها الثاني بعد القرار الذي اتخذته الجزائر وساندتها فيه المملكة العربية السعودية، والقاضي بعدم تزويد الجانب المصري بكميات إضافية من الغاز المسال، ما لم يسدد الجانب المصري ديونه السابقة، على أن يدخل التعامل القادم بين المصدرين العربيين الوحيدين وبين المستورد المصري، عهدا جديدا يلتزم فيه الطرف المصري بالسداد الفوري للكمية المستوردة، والمقدرة ب 3 ملايير دولار سنويا، نصفها تصدرها الجزائر لمصر. وفي هذا الصدد، كشف الدكتور إبراهيم زهران، الخبير البترولي المصري في تصريحات للصحافة المصرية، أن ”مشكلة نقص قارورات غاز البوتان بدأت منذ شهرين، بعد امتناع الجزائر والسعودية، اللتان تستورد منهما الحكومة المصرية الغاز المسال، عن بيعه لمصر لعدم تسديدها لأموال متأخرة عليها، علما بأن كلا البلدين سبق وأن أعلنا قبل عامين أنهما لن يبيعا الغاز لمصر مجددا بنظام ”الأجل”، أي أنهما اشترطا الدفع قبل الحصول على كميات الغاز لا العكس”. وأكد زهران أن ”الكمية التي تستوردها مصر من غاز البوتان تعادل نفس الكمية التي تصدرها من الغاز الطبيعي لإسرائيل”، ويضيف إبراهيم زهران، القيادي في الحملة الشعبية لوقف تصدير الغاز المصري لإسرائيل، أن ”مصر تصدر كميات ضخمة من الغاز الطبيعي لإسرائيل تصل قيمتها إلى 200 مليون دولار، ثم تضطر لاستيراد نفس الكمية من سائل البوتان من الجزائر والسعودية ب 3 ملايير دولار”. قرار الجزائر والسعودية الأخير تسبب في شلل تام لحركية الغاز المسال في كامل ربوع المحافظات المصرية، التي يعاني سكانها من أجواء شتوية باردة، خالية من ”الدفء” الجزائري والسعودي، الذي كانت توفره كميات الغاز المسال المصدرة إلى مصر، في الوقت الذي تشهد فيه قنوات تصدير الغاز الطبيعي المصري إلى إسرائيل حركية كبيرة، بفعل العلاقات الدبلوماسية الجيدة بين البلدين. يذكر أن وزير الطاقة والمناجم، شكيب خليل، كشف في تصريحات سابقة، أن الجزائر سترفع تدريجيا صادراتها من الغاز لتبلغ 85 مليار متر مكعب بحلول العام 2014، نصفها من الغاز الطبيعي المميع”.