غالبا ما يتوجه المواطن الجزائري نحو شراء السيارات الجديدة، ولكن مع الأسعار الباهظة للعلامات المعروفة والتي لها مكانة معتبرة في سوق السيارات العالمية، يجد نفسه عاجزا عن شرائها، فيتجه إلى العلامات الصينية التي تتميز بأسعارها المعقولة وتوافقها مع القدرة الشرائية مقارنة بالعلامات الأخرى سعيا منا لمعرفة مدى فعالية السيارات الصينية وتلبيتها لرغبات الزبون، اتجهنا نحو الشركة الأم المتواجدة ببرج الكيفان وبالأخص إلى مصلحة خدمة ما بعد البيع و التقينا ببعض الزبائن. فتقربنا منهم لمعرفة انشغالاتهم، وتقربنا من شاب كان متواجدا أمام سيارته من نوع "شانا" واستفسرنا منه عن سبب تواجده بذات المصلحة، فأجابنا باستياء أنه غالبا ما يقصد مصلحة ما بعد البيع منذ اقتنائه لهذه السيارة التي تصدر أصواتا غريبة من المحرك الذي لا يستجيب عند تشغيله أحيانا، فضلا عن الأعطاب الأخرى التي تخص علبة السرعة وغيرها. وأكد لنا أنه من المترددين الدائمين على المصلحة منذ فترة، وأنه أصبح يعرف العاملين بها فردا فردا. وفي قاعة الانتظار وجدنا زوجين جالسين فاقتربنا منهما لمعرفة سبب توجههما إلى مصلحة الصيانة، فأجابنا الزوج وهو يائس أن سيارته الجديدة تعاني من أعطاب عديدة رغم أنه أخرجها من الوكالة منذ 15 يوما وأنه ينتظر تسلمها بعد 4 أيام من تقديمها إلى المصلحة. وعند استفسارنا عن الأعطاب أوضح أن السيارة لا تنطلق عند تشغيلها، كما أنها لا تعود إلى الخلف، أي بها مشكل في علبة السرعة. وعند سؤالنا عن سبب توجهه لاقتناء هذا النوع من السيارات، رد علينا أنه يجب طرح السؤال على زوجته، فأجابت أن السبب يعود إلى أنه الوكيل الوحيد الذي وجدت به سيارات متوفرة. زبون آخر تقدم إلينا ليعبر عن استيائه لدى علمه أننا بصدد تحضير روبورتاج حول الخدمات التي يقدمها وكيل المركبات الصينية "فيديس"، وأخبرنا أنه تاجر اشترى شاحنة صغيرة قصد نقل البضائع، ونظرا للأعطاب المتكررة فهو مجبر على التوقف عن العمل والتوجه إلى مصلحة الصيانة بغية تصليحها، ويتم ذلك، لكن بعد شهرين أو ثلاثة يتكرر العطب من جديد. تقربنا من مسؤول بمصلحة الصيانة لنقل انشغالات الزبائن بخصوص الأعطاب المتكررة التي تصيب المركبات الجديدة التي يقتنيها الزبائن، فأوضح لنا أنه تتم معالجة كل الحالات المتقدمة إلى المصلحة مهما كان المشكل. وفيما يخص وفرة قطع الغيار، رد علينا أنه لا يوجد أي مشكل على هذا المستوى وأن المخزن يتوفر على كل أنواع قطع الغيار خاصة منها المستهلكة بكثرة كصفائح الفرملة والمصفاة، وأنه يتم تصليح كل الأعطاب التي تتقدم إلى مصلحة الصيانة ويتم إرضاء كل الزبائن المتقدمين إلى مصلحة خدمة ما بعد البيع، دون التطرق أساسا لأسباب هذه الأعطاب أو مستوى الجودة التي توفرها السيارات الصينية التي يسوقها هذا الوكيل في السوق الوطنية، خاصة أنه يسوق السيارات السياحية والنفعية وحتى الشاحنات والحافلات. وتبقى السيارات السياحية تستقطب جيوب الجزائريين نظرا لانخفاض أسعارها نسبيا مقارنة بالعلامات الأوروبية واليابانية، خاصة بعد تعليق قروض الاستهلاك، رغم تدني مستوى الجودة حسب ما أكده لنا الزبائن الذين تقربت منهم "الفجر".