من المقرر أن تستأنف اليوم المفاوضات غير الرسمية بين المغرب والصحراء الغربية في مقاطعة وست تشستر شمالي مدينة نيويورك، وتستمر إلى يوم غد تحت رعاية الأممالمتحدة وبحضور كل من الجزائر وموريتانيا كبلدين مجاورين يؤويان لاجئين صحراويين وذلك ب”صفة ملاحظين” أعرب المنسق مع بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية محمد خداد عن ”استعداد الصحراء الغربية للمضي إلى الأمام وتسهيل عمل الأممالمتحدة لإنجاح هذا اللقاء. يبقى الأمل في أن يتحلى الطرف المغربي بنوايا أفضل وهو الذي يتمادى في تعنته وإصراره على تعقيد مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية”. وحول الوضع الذي آلت إليه حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، لاسيما وضعية المناضلين الصحراويين السبعة من أجل حقوق الإنسان المسجونين وقضية أميناتو حيدار، أكد خداد أنه ”لا ينبغي وضع مسألة حقوق الإنسان جانبا خلال هذه المباحثات وإلا سوف لن نتقدم. لقد كان روس واضحا بهذا الشأن حيث صرح مؤخرا أن هذا الجانب سيكون في صلب المناقشات. وسيغتنم الطرف الصحراوي هذه الفرصة للدعوة إلى إطلاق سراح المناضلين الصحراويين المسجونين في المغرب”. ومن جهة أخرى جدد الممثل الصحراوي طلب ”إدراج آلية ضمن بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية للتكفل بمسألة حقوق الإنسان. وهو طلب تم تأكيده مرارا من طرف أغلبية أعضاء مجلس الأمن والجمعيات الدولية العديدة المساندة للشعب الصحراوي وكذا من طرف برلمانات وأحزاب سياسية على الصعيد الدولي”. وفي ذات السياق أكد عبد القادر مساهل، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، مساء الإثنين بالجزائر العاصمة، أن الجزائر تأمل أن تكون المحادثات بين جبهة البوليزاريو والمغرب ”جوهرية ومثمرة”. وأوضح مساهل الذي استضافته حصة ”كاستيون داكتو” (قضايا الساعة) بقناة التلفزة الوطنية ”كانال ألجيري” بأن الأمر يتعلق باجتماع غير رسمي يعقده طرفا النزاع المغرب وجبهة البوليزاريو في إطار تنفيذ قرارات الأممالمتحدة الأخيرة، مذكرا بأن مجلس الأمن تبنى منذ سنة 2007 المبادرتين المقترحتين من طرف جبهة البوليزاريو والمغرب. وهذا يعني حسب مساهل ”أنه على الطرفين الذهاب إلى صلب المسألة ومحاولة البحث بجدية عن حل يعزز حق تقرير المصير على أساس اقتراحات الطرفين”. كما أكد الوزير بأن الجزائر تدعو دائما إلى التفاوض بين الطرفين وإلى تنفيذ كل قرارات الأممالمتحدة. وقال مساهل أن الأمر الأساسي في هذا الملف هو ترقية تقرير المصير في الصحراء الغربية وبالتالي تمكين هذا الشعب من تقرير مصيره بنفسه، معتبرا أن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره هو ”حق مقدس”. وأوضح مساهل أن الجزائر وموريتانيا بصفتهما بلدين مجاورين للمغرب والصحراء الغربية يشاركان في مختلف اللقاءات التي تعقد بين طرفي النزاع ”بصفة ملاحظين”. وقال مساهل أن ”الجزائر وموريتانيا سوف لن تكونا حاضرتين مباشرة في اجتماعات جبهة البوليزاريو والمغرب، ولكن ستكونان بالقرب من المكان الذي سيعقد فيه الاجتماع” وأنه يتم اللجوء إليهما ”في كل مرة يتم فيها التطرق إلى مسائل تهم الجزائر وموريتانيا مباشرة مثل المسائل المتعلقة بوضعية اللاجئين”. وبهذه المناسبة أعلن مساهل أنه سيمثل الجزائر في الاجتماع غير الرسمي المقبل بين طرفي النزاع يومي 10 و11 فيفري بالقرب من نيويورك.