انتقل إلى رحمة اللّه الزميل محيي الدين عامر المدير السابق لصحيفة الخبر والصحفي السابق بجريدة المساء ووكالة الأنباء الجزائرية. عرفت الفقيد في أواسط الثمانينيات عندما التحق بالمولود الجديد آنذاك صحيفة ”المساء” قادما إليها من وكالة الأنباء الجزائرية. الزميل عامر محيي الدين كان دائب العمل في تواضع وصمت، هادئ الطباع كتوما ودمث الأخلاق. كانت جريدة ”المساء” التي التحق بها سنة 1984 تابعة إداريا لجريدة الشعب التي كنت أشغل بها منصب رئيس التحرير، وكان المرحوم يتردد علي لإثارة بعض القضايا المتعلقة بالسير العادي للمولود الجديد. وتشاء الصدف المهنية أن ألتحق بصحيفة ”الخبر”، رائدة الصحافة العربية المستقلة في الجزائر، وكان المرحوم يرأس إدارتها.. فكنت أتردد من حين لآخر على مكتبه في الخبر.. فكان بدماثة أخلاقه يعاملني معاملة خاصة كثيرا ما تجعلني أخجل من نفسي أمامه! وعندما أبلغني أحد الزملاء بمرضه وسفره للعلاج في فرنسا.. بسملت وحوقلت وطلبته في الهاتف لأطمئن عليه فكان رحمه اللّه كعادته يكلمني بهدوء ورضى بقضاء اللّه وقدره، كلام المؤمن المحتسب.. وعوض أن أسأله عن أحواله.. بادرني هو بالسؤال عن أحوالي! عامر كان بالفعل أحد الشباب الذين قادوا مغامرة الخبر الجميلة وأدت إلى بناء قلعة الخبر.. فعلوا ذلك بمهنية واقتدار نالت إعجاب الجميع، فكانوا بحق الورثة الشرعيين لصحيفة الشعب، عميدة صحافة الاستقلال وسليلة الصحافة المجاهدة. ها هو محيي الدين يلتحق بزميله في المساء والخبر، عمر أورتيلان إلى الرفيق الأعلى. رحم اللّه الفقيد وألهمنا نحن الذين عرفناه عن قرب وزملاءه ورفاقه في الخبر جميل الصبر والسلوان. هكذا دائما يرحل عن الدنيا في اللحظات الحرجة أمثال محيي الدين عامر وكأنه يحتج برحيله على ما يحدث للوطن والمهنة هذه الأيام.. تماما مثلما كان الأمر بالنسبة لزميله عمر أورتيلان.