دعا رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، مصطفى فاروق قسنطيني، الجمعيات والمنظمات الناشطة على مستوى ملف التفجيرات النووية، وكذا جميع المتضررين منها، إلى التحرك في اتجاه دفع فرنسا الاستعمارية إلى التعويض، مؤكدا أن لجنته تنتظر إشارات لرفع دعوى قضائية في المحاكم الفرنسية والدولية ودفع المسؤولين الفرنسيين إلى تقديم تعويضات عن جريمة التفجيرات النووية. وقال قسنطيني في تصريح ل”الفجر”، إنه لا يمكن للجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان أن تبادر بمحض إرادتها إلى رفع دعوى تطالب فرنسا الاستعمارية بتعويض المتضررين، ما لم يتحرك هؤلاء برفع شكاويهم في إطار منظم، مضيفا أن اعتراف فرنسا بالتفجيرات، في وقت سابق، فتح الباب أمام جمعيات ومنظمات المتضررين للمطالبة بالتعويض، نظرا للانعكاسات التي لازال يعاني منها المواطن والبيئة والطبيعة، مبديا استعداده للتكفل بالدعاوى على جميع المستويات، بما فيها الوزراء الفرنسيين المعنيين بالأمر، ولدى المحاكم الفرنسية والدولية، وقال إن “الأمر أصبح ضروريا ووطنيا”. وأشار قسنطيني إلى قانون التعويضات الفرنسي الأخير، الذي استولى على حق الجزائريين في التعويض، وأنه تعامل في جانبه الجزائري بالاحتقار والتجاهل بعد الشروط التي فرضها وتقليص عدد المتضررين، موضحا أن تقدم المعنيين برفع دعوى قضائية ضد فرنسا من شأنه أن يدفع المسؤولين في باريس إلى إعادة النظر ومراجعة قانون التعويضات، وقال “نحن ننتظر طلبات المتضررين والتقدم بملفاتهم، لاسترجاع حقوقهم المادية والمعنوية التي تتعمد فرنسا الاستعمارية تجاهلها”. من جهة أخرى، قال الباحث والأستاذ في الفيزياء النووية، محمد جفال، في تصريح ل”الفجر” أمس، إن فرنسا لا يروق لها الاعتراف بجرائم تفجيراتها النووية في الصحراء الجزائرية، وهي ليست مستعدة للتعاون مع الجزائر على جميع المستويات في الملف، مشيرا إلى التحرك البطيء والضعيف للجزائر في معالجة موضوع التجارب النووية الفرنسية مقارنة بحجم الكارثة والجريمة التي نفذتها فرنسا الاستعمارية في حق الإنسان والطبيعة والأرض.وتظل التجارب النووية بالجزائر شاهدا على الطابع الأناني الجبان والوجه الحقيقي للاستعمار الفرنسي ووصمة عار في جبين فرنسا، لن تزول إلا بزوال أنانيتها في الاعتراف والتعويض للإنسان والطبيعة والبيئة التي ترفعها شعارا تدعو من خلاله إلى حمايتها واحترامها كأمة متحضرة تتخفى بها من همجيتها وبربريتها ضد الأبرياء، غير مكتفية بنهب ثروات الشعب وبناء قوّتها الاقتصادية على حساب أبناء الجزائر، بل ذهبت في أنانيتها إلى تمجيد أعمالها الوحشية وافتخارها بالتحضر المزعوم على حساب مستقبل الأجيال التي لازالت تعاني إلى اليوم، كما هو الحال في تجارب الصحراء، حيث ما يزال اليربوع الفرنسي الأزرق ينغص عيش الكثير من سكان الجنوب.