ارتفعت أسعار الزيت مجددا، مسجلة هذه المرة أرقاما تفوق بكثير القدرة الشرائية للمواطن، الذي يتلقى أجرة زهيدة لا تكفي لمواجهة لهيب الأسعار، وفي المقابل أرجع المنتجون السبب إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية بما فيها الصويا في البورصات العالمية. خلال جولة "الفجر" عبر محلات التجزئة بكل من ساحة أول ماي، وبلكور بالعاصمة، استغرب التجار هذه الزيادة التي قالوا عنها "أتتنا من عند الموزعين ولا ندري سبب الزيادة، رغم تراجعها سابقا"، ويقف التاجر إلى صف الزبون هذه المرة، كون ارتفاع الأسعار لا يخدمه، بل يقلص من حجم أرباحه اليومية، ويقلص أيضا من قفة المستهلك، إذ أصبح يهتم بالمواد الضرورية فقط، وبالرغم من رفع الأجر القاعدي الأدنى المضمون، يقول التجار، إلا أن ذلك لم يشفع للموظف الذي يضطر للاستدانة واتباع سياسة "الكريدي" شهريا، وبعد تسجيل ارتفاع في مادة السكر، جاء دور الزيت هذه المرة، حيث تعدى سعر عبوة بحجم 5 لترات 570 دج، في حين بلغ سعر اللتر الواحد 140 دج. وعن مجمل الأسعار المعلقة على لافتات عبوات وقارورات الزيت، فإن زيت "عافية" 5 لترات وصل إلى 570 دج، فيما تحدد سعر زيت "إيليو" في حجم لتر واحد عند 130 دج، واللترين ب250 دج، أما "فلوريال" فقد وصل سعر 4 لترات منه إلى 540 دج، وهي تختلف من محل إلى آخر، إذ هناك من بلغت عنده أسعار اللتر الواحد 140 دج، وسعر 5 لترات 580 دج، مسجلة بذلك نفس الارتفاع السابق قبل نحو 6 أشهر مضت، ويبقى المستهلك يراوح أدراج الأجرة الشهرية ونفقات العيش والتكاليف الإضافية، وإن استمر الوضع على حاله، يضيف التجار، فسيضيق بهم الخناق تجاريا، وذلك ما لا يخدمهم ولا يخدم الزبون على حد السواء. وفي حديثنا مع مسؤولة بمجمع "سيفيتال" أوضحت لنا أن سعر زيت "إيليو" عرف زيادة ب5 دنانير جزائري للتر الواحد وهو سعر البيع أي قارورة 5 لتر عرفت ارتفاعا يقدر ب 25 دج، إلا أن السعر الذي يصل إلى المستهلك فقد عرف زيادة تقدر ب 30 دج، مرجعة السبب إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية في الأسواق العالمية، بما فيها عباد الشمس والصويا اللتان تعدان المادتين الأوليتين اللتان تدخلان في التركيبة الأساسية للزيوت التي يصنعهما المجمع والمسوقتين تحت الاسمين التجاريين "إيليو" و"فلوريال".