أكد الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور أحمد عظيمي، أن الجزائر ومنذ الاستقلال تتعامل مع اللغة الفرنسية كلغة فقط وليس كانتماء، معتبرا أن عدم تواجد تمثيل رسمي في أي مؤتمر أو ندوة حول الفرنكوفونية ليس بالأمر الغريب، وأنه من الطبيعي أن لا تشارك الجزائر في تلك المنظمة باعتبارها دولة ذات سيادة ولها انتماء لغوي وحضاري الجزائر تتعامل مع الفرنسية كلغة أجنبية منذ الاستقلال وليس كانتماء أوضح الدكتور أحمد عظيمي، في تصريح ل”الفجر”، على هامش الاحتفال بتأسيس المنظمة الفرنكوفونية أول أمس بباريس، أن الجزائر لم تعلن يوما أنها تنتمي إلى منظمة الدول الفرنكوفونية، وقال “لن أتصور فوق ذلك أن يأتي يوم تنضم فيه الجزائر إلى هذه المنظمة”، وقال إن عدم وجود تمثيل رسمي في احتفالات مرور أربعين سنة أمس بمختلف الدول المنتمية لمنظمة الفرنكوفونية وبفرنسا خاصة، لا يعتبر أمرا غريبا، وإنما منطقيا إلى أقصى حد، باعتبارها لم تنتم من قبل ولا تنتمي اليوم، وأنها دولة ليست فرنسية ولا تتعامل مع الفرنسية كانتماء، بل كلغة أجنبية كغيرها من اللغات الأخرى، كالإنجليزية والإسبانية. وأضاف الخبير في العلاقات الدولية أن السلطة منذ الاستقلال تستعمل اللغة الفرنسية كلغة وفقط، وليس كانتماء مثلما يظن البعض، رغم وجود فئة كبيرة من المتحدثين والعارفين بخبايا اللغة الفرنسية لعدة اعتبارات، أهمها مدة تواجد الاستعمار الفرنسي في الجزائر التي فاقت 132 سنة، مؤكدا في السياق ذاته أنه لا يتصور أبدا وجود اسم الجزائر في قائمة منظمة الدول الفرنكوفونية، باعتبار أن الجزائر لها انتماء حضاري واسع ولغة رسمية واضحة، وليست بحاجة إلى اعتماد لغة أجنبية كلغة رسمية في البلاد. وأوضح الدكتور عظيمي، في رده حول الدول المنتمية إلى منظمة الفرنكفونية، أن أغلبها من إفريقيا وكانت مستعمرات فرنسية، وأغلبها لا يملك لغة رسمية وطنية، بل لهجات ولغات صعبت من تحديد السلطات لغة وطنية رسمية موحدة، الأمر الذي دفع بها إلى اعتماد اللغة الفرنسية لغة وطنية رسمية وفقط، عكس الجزائر. واحتفلت أمس فرنسا والدول المنتمية إلى منظمة الدول الفرنكوفونية بمراسم كبيرة أشرف عليها الرئيس الفرنسي، والرئيس الشرفي للمنظمة، عبدو ضيوف، بالذكرى ال40 لتأسيس المنظمة، التي تضم 56 دولة، أغلبها من إفريقيا والمستعمرات الفرنسية السابقة، وبها 13 دولة تملك صفة مراقب، وقد أعلن عن تأسيسها يوم 20 مارس 1970، لذا اتخذت فرنسا هذا اليوم للاحتفال باليوم العالمي للفرنكوفونية، التي لا تعني الجزائر.