حلت، بحر الأسبوع الماضي، لجنة تحقيق وزارية من وزارة الصحة والإسكان وإصلاح المستشفيات بسطيف، للوقوف على العديد من القضايا العالقة التي يشهدها المستشفى الجامعي سعادنة عبد النور. وجاءت هذه اللجنة بعد مضي تسعة أشهر عن تنحية المدير العام السابق الذي أقيل من منصبه بسبب عدم الإسراع في تركيب جهاز السكانير الذي اقتناه المستشفى ووضعه حيز الخدمة. حتى وإن لم تتسرب أية معلومة بخصوص هذه اللجنة والهدف من تواجدها بمستشفى سطيف، فإن المعلومات المتوفرة لدينا تؤكد أن المستشفى الجامعي سعادنة محمد عبد النور مقبل على انفجار أعظم للوضعية الكارثية التي يشهدها بسبب حالة الجمود التي تمر بها مختلف مصالحه الطبية والإدارية التي تعد النقطة السوداء المميزة لهذا الصرح الصحي، سواء تعلق الأمر بالتجهيزات أو الأشغال، وتأتي في مقدمة هذه الملفات قضية جهاز السكانير الذي أسال الكثير من الحبر وكان وراء تنحية المدير العام السابق، شهر جوان من السنة المنقضية، بسبب عدم تركيبه، حيث لا يزال الجهاز إلى يومنا مرميا بإحدى المخازن ينتظر من ينفض عنه الغبار بعد أزيد من 8 أشهر من مجيء المدير الحالي بالرغم من انتهاء أشغال التهيئة بالمصلحة. نفس الأمر ينطبق على قضية جهاز "الإ أر أم" الذي ينتظر صاحب المؤسسة المكلفة بتركيبه قرار أمر بالخدمة من طرف المديرية المعنية، إضافة إلى قضية جهاز "الأنجيوغرافيا"، وكذا جهاز " لإيتوتريبسي" الخاص بتفتيت الحصى الذي استفاد منه المستشفى، خلال الزيارة التي قام بها وزير الصحة إلى سطيف منذ سنتين. والجهازان بدورهما لا يزالان ينتظران الضوء الأخضر من قبل مسيري هذا المستشفى لأخذ مكانهما، بالإضافة إلى جهاز الأشعة "إيكو دوبلاار" الذي يعد من آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة وتم اقتناؤه بغلاف مالي يفوق 600 مليون سنتيم لكنه يوجد حاليا مرميا بإحدى مخازن المستشفى. وبخصوص المشاريع التي استفاد منها المستشفى، خلال السنة الماضية، وانطلقت بها الأشغال، فإن معظمها متوقفة بسبب عدم تلقي المقاولين المكلفين بالإنجاز مستحقاتهم أمام رفض الإدارة الحالية التوقيع على أية وثيقة أو فاتورة لأسباب تبقى مجهولة، كما هو الشأن بالنسبة لمصلحة الرعاية المركزة "الإنعاش" المتواجدة بمصلحة الأمراض المعدية بسبب عدم اكتمال الأشغال بها. وتضيف مصادرنا أن الأمور بهذه المؤسسة الصحية تزداد تعفننا من يوم إلى آخر بسبب اللامبالاة بدليل عدم تجديد المجلس العلمي للمستشفى، الذي انتهت عهدته شهر أكتوبر من السنة الماضية، وهو ما تمخضت عنه حالة من التسيب والإهمال وسط الأطباء العاملين به.