نفى الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة القومي، تقارير صحفية وردت في صحف الخرطوم الصادرة صباح أمس الثلاثاء، بأن حزبه قرر خوض الانتخابات على كافة المستويات. وأضاف المهدي، في لقاء مع "بي بي سي" أن بيان الأمين العام للحزب، الذي أشارت له الصحف "لم يقل أننا قررنا"، مشيرا إلى أن البيان تحدث عن استمرار الحزب في كل مراحل الانتخابات "حتى إشعار آخر". وأوضح أن الحزب سيعلن عن موقفه النهائي في اجتماع سيتم عقده في الثامنة من مساء أمس بتوقيت السودان. واعتبر المهدي أن ثورة أفريل، التي صادفت ذكراها الخامسة والعشرين أمس، كانت تعبيرا صادقا "عن رغبة الشعب السوداني في الديمقراطية وحل مشكلة الحرب الأهلية". وأعرب عن اعتقاده بأن نوعا من التحول الديمقراطي قد تحقق الآن في السودان، لكنه أضاف "نحن لا ننظر لهذه الانتخابات باعتبارها نهاية الطريق، بل هي محطة في الطريق للخروج من التمكين الأحادي إلى الديمقراطية". وحول تصريحات للمتحدث بالخارجية الأمريكية الصادرة يوم الاثنين الأخير، بشأن إمكانية تأجيل الانتخابات لفترة محدودة، قال المهدي إن هناك تفسيرين لهذا الموقف "أحدهما حميد والآخر خبيث". وأوضح أن التفسير الأول هو أن الولاياتالمتحدة رغبت أن تنأى بنفسها عن تصريحات المبعوث الأمريكي إلى السودان، سكوت غريشن، الذي أعرب خلالها مؤخرا عن أن الانتخابات السودانية ستكون على درجة من النزاهة. وقال إن التفسير الآخر هو أن "الذين لا يريدون الوفاق الوطني في السودان" أرادوا أن يدفعوا المؤتمر الوطني لقفل أي باب للحوار، مضيفا أن هذا التصريح يمكن أن يصب "في خانة استفزاز السلطات السودانية حتى تمضي في طريق تعميق الأزمة". ودافع المهدي بشدة عن سياسة "الجهاد المدني" التي أعلنها قبل سنوات، معتبرا أنها السبب في كل ما تحقق من "انفراج" في السودان. وأضاف أن الانتخابات نفسها "محطة من محطات الجهاد المدني" وأن مجرد خوضها "مكننا من كشف عيوب النظام"، لكنه استدرك قائلا إنه "لو كانت الانتخابات معيبة بصورة كاملة سنوثق لذلك".