يلاحظ الزائر إلى ولاية سطيف، هذه الأيام، ظاهرة ليست بالغريبة عن المجتمع السطايفي.. وتتمثل في بيع الزهور، التي تنتشر مطلع فصل كل ربيع. لكن الملفت للإنتباه صغر سن الباعة وتعرض أنفسهم للخطر من أجل بيع باقة ورد تعج الشوارع الرئيسية والطرق المحورية لسطيف، وأمام معلم عين الفوارة وبحديقة التسلية، بعشرات الأطفال لا تتعدى أعمار أكبرهم 14 سنة، محملين بأنواع مختلفة من الزهور، خاصة زهور النرجس. يقطع هؤلاء الأطفال كل صباح مسافات طويلة من قرية الموان، شمال سطيف، قصد بيع أكبر قدر ممكن من باقات الزهور التي قاموا بجمعها من الحقول المحاذية لقريتهم، معرضين بذلك حياتهم للخطر، خاصة أثناء اجتيازهم الطرق الرئيسية ذات الكثافة المرورية. ولا يشعر هؤلاء الأطفال بالخطر الذي يهدد حياتهم، خاصة أنهم يقومون ببيع هذه الزهور بالطرقات الحضرية السريعة للمدنية التي تعج بالمركبات والسيارات، فتراهم يصولون ويجولون وسط الطريق للإقتراب من زبائنهم، وأغلبهم من أصحاب السيارات، لإقناعهم بكل الوسائل والطرق بضرورة شراء باقة من الزهور لا يتجاوز ثمنها في أحسن الأحوال 20 دينارا جزائريا. وأكد عدد من هؤلاء الأبرياء ل”الفجر” أن بيع الزهور يعد عملا يكسبهم بعض النقود لإعالة أسرهم الفقيرة التي تعيش ظروفا قاسية، حيث يتخذ هؤلاء الأطفال من بيع الزهور مهنة يسترزقون منها، خاصة خلال العطلة، حتى يتمكنوا من تلبية بعض حاجياتهم خلال أيام العطل. وأثارت هذه الظاهرة استياء بعض سائقي السيارات الذين تأسفوا لوضعية هؤلاء الأبرياء.. فبدل أن يستغلوا أوقات فراغهم في اللعب أو مراجعة دروسهم يلجؤون إلى هذا العمل المحفوف بالمخاطر، حيث قال أحدهم: “بيع الزهور الطبيعية شيء جميل.. لكن أن يُستغل الأطفال الأبرياء في هذا العمل أمر غير مقبول”. وأضاف أن سبب انتشار هذه الظاهرة يعود بالدرجة الأولى إلى غياب رقابة الأولياء، وكذا غياب دور الجمعيات المختصة، كتلك التي تهتم برعاية الأسرة والطفل، التي من شأنها الحد من هذه الظاهرة.