مازالت تداعيات تداول إشاعات حول الحياة الخاصة للرئيس ساركوزي وزوجته كارلا تثير ردود فعل جهات إعلامية وسياسية وشعبية مختلفة، غذتها قبل أمس رشيدة داتي، وزيرة العدل السابقة والنائبة الأوروبية الحالية وعمدة بلدية باريس عن الدائرة الخامسة. وخرجت داتي، المغربية الأصل، عن صمتها عبر أمواج قناة "أر تي أل"، قائلة إنها ليست خائفة من نتائج تحقيق المخابرات الفرنسية مادامت تهمة وقوفها وراء الإشاعات حول الحياة الخاصة لنيكولا وكارلا غير مؤسسة بالمرة، مضيفة أن الرئيس ساركوزي، الذي مازال يثق فيها لا يمكن أن يصدق مستشاره بيار شارون، الذي نسب إليها مصدر الإشاعات بحكم علاقتها السابقة مع زوجة الرئيس. وحسب كلود غييان، السكرتير العام للإليزيه، الذي تحدث لصحيفة "لوكانار أونشينيه" الكاريكاتيرية الشهيرة، فإن داتي لم تعد مرغوبا فيها في القصر الرئاسي وساركوزي لا يريد مقابلتها خلافا لما قالته داتي للإذاعة الفرنسية المذكورة "لم أقابله في المدة الأخيرة وآمل رؤيته في أقرب وقت". واستطردت رشيدة داتي مدافعة عن نفسها مكذبة صحة التحقيق الأمني الذي باشرته المخابرات العامة بحثا عن مصدر الإشاعات. كما أكدت ذلك صحيفة لوجورنال دو ديمانش، وقالت إن دولة القانون لا تسمح بهذا النوع من الإجراءات، والرئيس ساركوزي الذي أعرفه جيدا وعملت معه كوزيرة داخلية سابقا، كان دائما مناهضا لممارسات مناقضة لروح الجمهورية، من باب تفهم استياء الزوج الرئاسي، وأضافت داتي أنها واعية بتداعيات الإشاعات التي تمس الحياة الشخصية لرئيس الجمهورية لأنها ذاقت طعمها قبل ثلاثة أعوام، على حد تعبيرها، وربطت داتي تعرضها لتهمة قذرة وباطلة بحملة سابقة هدف أصحابها لعرقلتها. يجدر الذكر أن صحيفة "لوكانار أنشينيه" تناولت ذلك قبل أيام محاولة إيجاد علاقة بين قرار سحب السيارة الرسمية والحراس الشخصيين من وزيرة العدل السابقة وبين إشاعات ارتباط كارلا بروني بالمطرب الصاعد كريستوف ماييه، ونيكولا ساركوزي بسكرتيرة البيئة جوان جوانو وبطلة رياضة الكاراتيه. من جهتها، لم تتردد السيدة الفرنسية الأولى كارلا بروني ساركوزي في الخروج عن صمتها، لتتحدث هي الأخرى باسمها وباسم زوجها، وأكدت في حديث لإذاعة "أوروبا 1" أن فرضية وجود مؤامرة ضد الرئيس ساركوزي لا أساس لها من الصحة، وقالت إن "إشاعات ارتباطي بعلاقة عاطفية خارجية أو ارتباط زوجي مجرد كلام سخيف لا يستحق أن يتحول إلى قضية دولة". وفندت كارلا في الوقت نفسه وجود تحقيق مخابراتي والذي أكده بيار شارون، أحد مستشاري الإليزيه وتيري هرزوق، محامي الرئيس. وحسب كارلا بروني، فإن الأول قد تحدث تحت وطأة التأثر الذي تفرضه الصداقة، أما الثاني، فقد أجاب على سؤال صحفي بصفة شخصية، وعليه، لا يمكن اعتبارهما ناطقين باسمي أو باسم زوجي. وأنهت سيدة فرنسا الأولى حديثها مؤكدة دناءة اتهام رشيدة داتي التي مازالت صديقة الزوج ساركوزي.