تشهد المساحات المتاخمة لمجسم القبة السماوية، وسط مدينة سيدي بلعباس، حالة من الفوضى بسبب الإنتشار الواسع للباعة غير الشرعيين القادمين من شتى الأماكن المختلفة، والذين ما فتئوا يتكاثرون حتى قاموا بتشكيل سوق فوضوية محيطة بشكل كلي بالمجسم، هذا الأخير الذي يعد صرحا ثقافيا وعلميا تزخر به الولاية بشكله الهندسي المميز، والذي صنف من أجمل المجسمات على المستوى الوطني وحتى الإفريقي. وعلى الرغم من الركود الذي يعيشه في الآونة الأخيرة، إلا أنه طالما احتضن نشاطات وتظاهرات علمية وثقافية على غرار الأنشطة الفلكية. يحدث هذا في ظل الصمت الرهيب للهيئات المختصة، رغم المطالبات العديدة للمواطنين والتجار النظاميين للحد من هذه الظاهرة في أكثر من مناسبة، لكن ثقل الملف وتشابك خيوطه، وكذا مخافة انفجار الوضع وخروجه عن السيطرة زاد من تأزم الوضع بالمكان، حيث وصل الأمر ببعض الباعة الفوضويين إلى كراء بعض المساحات للباعة الوافدين الجدد.. باعتبار أنها عرفيا تابعة لهم بشهادة الآخرين. فضلا عن مساهمتهم في تشويه المنظر العام لمساحة المجسم وخنقها، يبقى التجار غير الشرعيون يمارسون نشاطاتهم بطريقة غير قانونية، حيث يفتقدون للسجلات التجارية التي من شأنها تنظيم أعمالهم وفرض مبالغ الضرائب والكراء عليهم، في الوقت الذي يجد فيه أصحاب المحلات المجاورة للمجسم أنفسهم في حالة من الركود وشبه بطالة أثرت وبشكل كلي على ممارستهم لنشاطهم التجاري. وأكد معظم التجار، خاصة من مالكي محلات الأحذية والملابس، أن المنافسة غير المتكافئة من طرف تجار الطاولات والمحلات القصديرية أثقلت كاهلهم، مما دفع ببعضهم إلى إخراج سلعه وعرضها في طاولات محاذية للمحل من أجل تدارك النقص ومواكبة سير النشاط التجاري لتجنب الإفلاس، أما البعض الآخر من مالكي المحلات اقترح إعادة تنظيم هؤلاء الشباب من خلال منحهم محلات تجارية نظامية، الأمر الذي ألح عليه عديد الباعة الشباب، حيث أكد أحدهم ممن يشغل طاولة لبيع الكتب بمختلف أنواعها أنه يتمنى مزاولة نشاطه في محل خاص به وفي أطر قانونية وبشكل دائم، بعيدا عن الفوضى والمضايقات التي يتعرض لها يوميا داخل السوق. هذه الوضعية التي باتت تتطلب حلولا جدية وسريعة لوضع حد للصور البشعة التي تصنعها العربات والطاولات، وكذا إخضاع المكان لعملية تهيئة شاملة لإعادة البريق للمجسم السماوي، وفكه من حالة الفوضى التي طالما أحاطت به.