طالب المتدخلون أمس في “منتدى المجاهد” بضرورة فتح باب النقاش على المشاكل التي يعانيها القطاع الصحي في ظل سوء التسيير، قائلين إن سبورة الصحة سوداء ولا تحتاج إلى تسويدها، داعين إلى جعل التكفل بالمرضى أولى الأولويات. كشف السيد بوعلاق، رئيس الجمعية الجزائرية لالتهاب الكبد الفيروسي عن وجود ثمانية ملايين مصاب بأمراض مزمنة، منهم مليون ونصف مليون مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي. وعن هذه الفئة قال إن التكفل بعلاجهم أضحى أكثر من ضروري نظرا لخصوصية المرض وسرعة انتشار العدوى، ودعا إلى التشخيص المبكر حيث أن 90 بالمائة من حاملي الفيروس يجهلون إصابتهم، مشيرا إلى أن الأطباء المختصين في علاج الالتهاب الكبدي الفيروسي هم المختصون في أمراض الجهاز الهضمي، لكن الملاحظ وجود دخلاء من المختصين في الأمراض الباطنية والعدوى، وقال “من الضروري وجود إرادة سياسية قوية من أجل النهوض بالقطاع الصحي والقضاء على الفوضى”، ما يؤدي إلى عدم استجابة المريض للعلاج ويضطره إلى عملية زرع الكبد. وفي هذا السياق قال المتحدث “عملية زرع الكبد الواحدة تكلف الدولة ملياري سنتيم خارج الوطن، في الوقت الذي تجرى فيه عمليتين في الشهر في الجزائر” وعليه دعا المتحدث إلى ضرورة مراجعة الوضع ورفع عدد العمليات التي تجرى داخل الوطن لإنهاء معاناة المرضى. من جهتها كشفت آية قاسمي، رئيسة جمعية مرضى السرطان عن تزايد وفيات مرضى السرطان، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 50 شخصا يموتون شهريا متأثرين بمختلف أنواع السرطان، على رأسهم مرضى سرطان الثدي، وعليه قالت المتحدثة لابد من إعادة النظر في مشاكل القطاع وعلى رأسها نقص الأدوية ونقص التكفل، وطول انتظار مواعيد إجراء الفحوصات. أما السيد بوخرص، رئيس جمعية الكلى فأشار إلى ضرورة تنظيم ملفات المرضى لتكون جاهزة عند وجود أي متبرع فجأة، مذكرا بأن عملية الزرع التي تمت مؤخرا رغم نجاحها إلا أنها كشفت الكثير من النقائص الموجودة. في إشارة منه إلى أن الآلاف من المرضى من دون ملفات طبية مشيرا إلى أن 500 مريض في مستشفى البليدة لا يملكون ملفا طبيا كاملا ماعدا التحاليل الأولية. وقال إن معاناة مرضى القصور الكلوي لاتزال متواصلة وأن الإعلان عن نجاح أول عملية الزرع الكلوي من ميت إلى حي كانت خطوة إيجابية، لكنه من الضروري تدارك النقائص من أجل تحسين وضع عمليات الزرع في الجزائر وتطويرها. وفي هذا الإطار قال بوعلاق “لابد من تفعيل دور الوكالة الوطنية للتبرع بالأعضاء في تسيير ملفات المرضى”. من جهتها، قالت لطيفة لمهان، رئيسة الجمعية الوطنية لداء الهيموفيليا إن المرض يصيب الذكور أكثر من الإناث، وأشارت إلى مشاكل المرضى، منها مشكل خلع الأسنان وعملية الختان، مشيرة إلى أن 70 بالمائة من المصابين انتقل إليهم المرض عن طريق الوراثة، وقالت إن حملات التحسيس التي نظمتها الجمعية ودورات تكوين السلك الطبي وشبه الطبي وحملات التوعية نجحت، وأن المرضى تعلموا حقن الدواء لأنفسهم لكن يبقى المشكل مطروحا في نقص الدواء وغلائه، خاصة وأن المريض يحتاج إلى ثلاث حقن في الأسبوع.