أثار تدشين عمدة باريس برتران ديلانوي أمس بحضور الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، ساحة في الدائرة الخامسة عشرة في باريس باسم ديفيد بن جوريون، استياء وغضبا بين أبناء الجاليات العربية المقيمة في فرنسا. ويرى رموز الجمعيات الفلسطينية والفرنسية المساندة للقضية الفلسطينية أن السبب غير واضح لمثل هذه المبادرة التي تأتي في وقت تمر به القضية الفلسطينية بفترة عصيبة. واعتبروا أن هذا التدشين يدعم الموقف الإسرائيلي الحالي الرافض للسلام ويناقض تماما إعلان فرنسا أنها تساند ملف السلام في الشرق الأوسط، مشيرين إلى أنه في الوقت الذي تنسف فيه إسرائيل هذا الملف تقدم فرنسا هدية لها من دون أسباب واضحة. يذكر أن الحزب الشيوعي الفرنسي تصدى لهذه المبادرة منذ الإعلان عنها وقام بشجبها واستنكارها واعتبرها غير مقبولة أو مبررة بالمرة. وعقب ديلانوي على هذه الانتقادات وغيرها بقوله “إنه يواجه الآن انتقادات كثيرة بسبب تدشين ساحة بن جوريون، وإنه سوف يواجه مثلها عند تدشين ساحة الشاعر الفلسطيني محمود درويش”. كما صرحت مفوضة السلطة الفلسطينية في فرنسا، هند الخوري، بأن “تكريم فرنسا لشخصيات قامت بتطهير عرقي لا يساعد على ترسيخ مبدأ السلام والحوار في الشرق الأوسط”، معبرة عن أسفها لسياسة الكيل بمكيالين التي تعتمدها أوروبا حيال القضية الفلسطينية. وحول تدشين ساحة صغيرة في الدائرة السادسة في باريس باسم الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، والتي قررها أيضا عمدة بلدية باريس، تقول الخوري “لا يمكن مقارنة رجل سياسة مثل بن جوريون بمثقف وشاعر وكاتب ذات مستوى عالمي مثل محمود درويش. كنا تمنينا لو خصصت فرنسا للرئيس الراحل ياسر عرفات ساحة في باريس لأن لولاه لما كانت هناك محادثات سلام بيننا وبين الإسرائيليين”.